عنوان الكتاب: أحكام الجمعة (على المذهب الشافعي)

أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَفْزَعُ لَهُ الْخَلَائِقُ وَالْجِنُّ وَالْإنْسُ، وَإِنَّهُ لَتُضَاعَفُ فِيهِ الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ، وَإِنَّهُ لَيَوْمُ الْقِيَامَةِ[1].

وما أجمل فضائِل الجمعةِ وأَحلاها! فإنَّه يومٌ وحيدٌ أنزل اللهُ فيه سورةً كاملةً تَحملُ اسمَ الجمعة، حَيثُ قال سبحانَه وتعالى في مُحكمِ تنزيلِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩ [الجمعة: ٠٩].

متى صلّى الرسول أوّل جمعة؟

ذكر أصحاب السير أنّ النَّبيَّ لمَّا دخل المدينة مهاجرًا، نزل قباء على بني عمرو بن عوفٍ، وذلك يوم الإثنين لثنتي عشرة خلت من ربيع الأوَّل حين امتدَّ الضُّحى، فأقام بقباء يوم الإثنين والثُّلاثاء والأربعاء ويوم الخميس وأسَّس مسجدهم، ثمَّ خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدًا إلى المدينة المنوَّرة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوفٍ في بطن واديهم، وقد اتّخذوا في ذلك الموضع مسجدًا، فجمع فيه رسول الله وخطب[2].

وما زال هناك مسجدٌ قائمٌ في تلك البقعة، يُسمَّى بمسجد الجمعة، والنَّاسُ يزُورُونه طلبًا لنيل البرَكةِ، ويُصلُّون فيه النوافلَ حتّى يومنا هذا، فلله الحمد والمنّة.


 

 



[1] "مصنف ابن أبي شيبة"، كتاب الجمعة، باب في فضل الجمعة ويومها، ٢/٥٧، (٧).

[2] "تفسير الخازن"، ٤/٢٦٦، [الجمعة، الآية: ٩].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34