عنوان الكتاب: دروس البلاغة

................................................................

طرق مختلفة الوضوح من الاستعارة، فأوضحها الأوّل، وأخفاها الأوسط، والأخير بين بين، ومثال إيراده بالطرق المختلفة الوضوح في باب الكناية في وصفه بالكرم أيضاً ½زيد مهزول الفصيل¼، و½زيد جبان الكلب¼، و½زيد كثير الرماد¼، فهذه التراكيب تفيد وصف زيد بالجود على طريق الكناية، وهي مختلفة وضوحاً، والأخير منها أوضحها. فالقواعد التي يعرف بها إيراد كلّ معنى بما يناسبه من التراكيب المختلفة في وضوح الدلالة على ذلك المعنى هي ½البيان¼، ثُمّ لَمّا كان هذا التعريف مشتملاً على كون التراكيب مختلفة في الوضوح، وليس كلّ دلالة تختلف في الوضوح بل منها: ما يقبل ذلك الاختلاف، ومنها ما لا يقبل، لم يفهم هذا التعريف ما لم يبيّن أقسام الدلالة، ولم يعيّن ما يجري فيه ذلك الاختلاف، وذلك البيان مع أنّه يفضي إلى زيادة التطويل يتعسّر فهمه على التلامذة المبتديين، فلذا لم يذكر المصنّف هذا التعريف في الكتاب، واختار ما هو الأقرب إلى أفهامهم، وهو أن يقال في تعريف البيان؛ أنّه علم يبحث فيه عن التشبيه، والمجاز، والكناية ثُمّ يشتغل بتفصيل هذه المباحث، وهذا كلّه توضيح لما في الحاشية.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239