أَفوَادِيْ مَتَى المْتََابُ أَلَمَّا |
| تَصْحُ وَالشَّيْبُ فَوْقَ رَأْسِيْ ألَمَّا |
٣ والتحيّر والتضجّر، نحو: ½أيا منازل سلمى أين سلماك¼؟ ويكثر هذا في نداء الأطلال، والمطايا، ونحوها.
٤ والتحسّر والتوجّع، كقوله:
أَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُوْدَهُ |
| وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ مُتْرَعاً |
٥ والتذكّر، نحو:
أَيَا مَنْزِلَيْ سَلْمَي سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا |
| هَلِ اْلأَزْمُنُ اللاَتِيْ مَضَيْنَ رَواجِعُ |
النداء طلب إقباله؛ لكونه حاصلاً، بل تريد إغرائه وحثّه على زيادة التظلّم، وبثّ الشكوى ٢ والزجر والملامة نحو:
أَفوَادِيْ مَتَى المْتََابُ أَلَمَّا |
| تَصْحُ وَالشَّيْبُ فَوْقَ رَأْسِيْ ألَمَّا |
فليس المراد فيه النداء حقيقة؛ لأنّه لا معنى لنداء الإنسان نفسه، وإنّما الغرض منه الزجر والملامة؛ ليحصل به الندامة والميل إلى التوبة ٣ والتحيّر والتضجّر، نحو: ½أيا منازل سلمى أين سلماك؟¼ ويكثر هذا في نداء الأطلال، والمطايا، ونحوها فإنّها لا تصلح لمعنى النداء، وإنّما المقصود من ندائها التحيّر والتضجّر ٤ والتحسّر والتوجّع، كقوله:
أَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُوْدَهُ |
| وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ مُتْرَعاً |
المترع المملؤ، وكان الظاهر أن يقول: ½مترعين¼ بصيغة التثنية، لكن وحّده؛ لأنّ أصل العبارة: ½البرّ مترع والبحر مترع أيضاً¼، ومعنى البيت: أنّه ينادي القبر فيقول: أتعجّب من مُواراتك الذي بدفنه دُفِن جوده الذي ملأ البرّ والبحر، فالمقصود من نداء القبر مجرّد إظهار الوجع والحسرة ٥ والتذكّر، نحو:
أَيَا مَنْزِلَيْ سَلْمَي سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا |
| هَلِ اْلأَزْمُنُ اللاَتِيْ مَضَيْنَ رَواجِعُ |