عنوان الكتاب: دروس البلاغة

درجته في العظم عن درجة المتكلّم بعد في المسافة، كقولك: ½أيا مولاي¼ وأنت معه، أو إشارةً إلى انحطاط درجته، كقولك: ½أيا هذا¼ لِمَن هو معك، أو إشارةً إلى أنّ السامع غافل لنحو نوم، أو ذهول، كأنّه غير حاضر في المجلس، كقولك للساهي: ½أيا فلان¼.

وقد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصليّ لمعانٍ أخر تفهم من القرائن:

١ كالإغراء، نحو قولك لِمَن أقبل يتظلّم: ½يا مظلوم¼.

درجته في العظم عن درجة المتكلّم بعد في المسافة فيستبعد المتكلّم نفسه عن مرتبته، ويعدّ ذاته في مكان بعيد عن حضرته كقولك: ½أيا مولاي¼ وأنت معه كقولك: ½ياالله¼، مع أنّه تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد أو إشارةً إلى انحطاط درجته، كقولك: ½أيا هذا¼ لِمَن هو معك إشارة إلى أنّه لانحطاط درجته كأنّه بعيد عن الحضور أو إشارةً إلى أنّ السامع غافل لنحو نوم، أو ذهول فيجعل نحو النوم والذهول بمنـزلة البعيد في إعلاء الصوت كأنّه غير حاضر في المجلس، كقولك للساهي: ½أيا فلان¼ وقد لا يكون السامع غافلاً حقيقة، لكنّه يجعل كالغافل لعظم الأمر المدعوّ له حتّى كأنّه غافل عنه مقصّر لَم يَفِ بِما هو حقّه من السعي والاجتهاد، كقولك لِمَن حضر عندك: ½أيا فلان تهيّأ للحرب¼ وقد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصليّ الذي هو طلب الإقبال، وتستعمل لمعانٍ أخر تفهم من القرائن ١ كالإغراء والحثّ على شيء نحو قولك لِمَن أقبل إليك حال كون ذلك المقبل يتظلّم أي: يظهر ظلم الغير ويتشكى منه يا مظلوم؛ فإنّك لا تريد بهذا


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239