عنوان الكتاب: دروس البلاغة

و½لعلّ¼، نحو قوله:

أَسِرْبَ الْقَطَا هَلْ مَنْ يُعِيْرُ جَنَاحَهُ
.

 

لَعَلِّيْ إِلَي مَنْ قَدْ هَوَيْتُ أَطِيْرُ
[[

ولاستعمال هذه الأدوات في التمنّي ينصب المضارع الواقع في جوابها.

وأمّا النداء، فهو طلب الإقبال

هي: ½الاستفهام¼ و½التمنّي¼ و½العرض¼ و½الأمر¼ و½النهي¼ و½النفي¼، فلو حملت على أصلها لم يكن لنصب المضارع بعدها وجه، وأمّا حملها على خصوص التمنّي فلِما بين التمنّي ومعناها الأصليّ من التلاقي في التقدير، فلذلك شاع استعارتها لذلك، و½لعلّ¼، نحو قوله:

أَسِرْبَ الْقَطَاهَلْ مَنْ يُعِيْرُ جَنَاحَهُ
.

 

لَعَلِّيْ إِلَي مَنْ قَدْ هَوَيْتُ أَطِيْرُ
[[

فإنّ طيران المتكلّم إلى من قد هواه ليس مِمَّا يتوقّع حصوله، ويترجّى وقوعه؛ لكونه مستحيلاً، فلا تحمل كلمة ½لعلّ¼ هاهنا على أصلها، الذي هو الترجّي، بل على معنى التمنّي المستعمل في المحالات والممكنات الّتي لا طماعية في وقوعها ولاستعمال هذه الأدوات في التمنّي ينصب المضارع الواقع في جوابها وهذا ظاهر في كلمة ½لو¼؛ لأنّ الشرطيّة ليست من الأشياء الّتي يُنصب المضارع في جوابها، وكذا في ½لعلّ¼ على مذهب البصريِّين؛ إذ لا جواب للترجّي عندهم، فنصب المضارع في جوابهما يكون قرينة على خروجهما عن أصلهما، واستعمالهما في معنى التمنّي، لكنّه غير ظاهر في ½هل¼؛ لأنّ الاستفهام الذي هو أصلها أيضاً من الأشياء التي ينصب المضارع بعدها، فنصب الجواب بعد ½هل¼ لا يدلّ على خروجها عن أصلها، وتضمينها لمعنى ½ليت¼، فلعلّه أراد أنّ الاستعمال في معنى التمنّي علّة لنصب الجواب في جميع هذه الأدوات وإن كان يمكن ذلك في بعضها بغير هذا الاستعمال أيضاًً، أو أراد بصيغة الجمع ما فوق الواحد، فقصد بهذه الأدوات كلمة ½لو¼ و½لعلّ¼ فقط وأمّا النداء، فهو طلب الإقبال أي: طلب


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239