عنوان الكتاب: دروس البلاغة

١٢ والوعيدِ، نحو: ½أتفعل كذا وقد أحسنت إليك¼.

وأمّا التمنّي فهو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلاً، أو بعيدَ الوقوع، كقوله:

أَلاَ لَيْتَ الشَبَابَ يَعُوْدُ يَوْماً
.

 

فَاُخْبِرُه ِبمَا فَعَلَ الْمَشِيْبُ
[[

وقول المعسر: ½ليت لي ألفَ دينار¼.

وإذا كان الأمر متوقّع الحصول؛ فإن ترقبه

التنبيه على ضلالهم وأنّهم لا مذهب لهم ينجون به ١٢ والوعيدِ، نحو: ½أتفعل كذا وقد أحسنت إليك¼؛ فإنّه يدلّ على كراهة الإساءة بمقابلة الإحسان المقتضية للزجر بالوعيد، فيحمل على الوعيد بهذه القرينة وأمّا التمنّي فهو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله وذلك لكونه مستحيلاً عقلاً أو عادة أو ممكناً بعيد الوقوع فإنّ كلاًّ منهما مِمَّا لا يرجى حصوله كقوله:

أَلاَ لَيْتَ الشَبَابَ يَعُوْدُ يَوْماً
.

 

فَاُخْبِرُه ِبمَا فَعَلَ الْمَشِيْبُ
[[

هذا مثال لكون المتمنّي مستحيلاً؛ فإنّ استحالة عود الشباب مِمّا لا كلام لأحد فيها، وإنّما الكلام في أنّه مستحيل عادة أو عقلاً؟ ولعلّ الحقّ أنّه إن أريد بالشباب قوّة الشبوبيّة، كان عوده محالاً عادة، وإن أريد به زمان ازدياد القوى النامية، كان عوده محالاً عقلاً؛ لاستلزامه أن يكون للزمان زمان وقول المعسر الذي لا طماعية له في حصول ألف دينار ليت لي ألف دينار وهذا مثال لكون التمنّي ممكناً بعيدَ الوقوع، فعلم منه أنّ المتمنّى إذا كان أمراً ممكناً فلا بدّ أن يكون بعيدَ الوقوع بحيث لا يكون لك توقّع وطماعية في حصوله؛ لأنّه إذا كان مِمَّا لك توقّع وطماعية في وقوعه انقلب التمنّي بالترجّي، كما قال وإذا كان الأمر متوقّع الحصول غير بعيدِ الوقوع فإن ترقبهوتطمع في حصوله،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239