عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٣ والإنكارِ، نحو: ﴿ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ ﴾ [الأنعام: ٤٠]، ﴿ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ﴾ [الزمر: ٣٦].

٤ والأمرِ، نحو: ﴿ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [المائدة: ٩١]، ونحو: ﴿ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ﴾ [آل عمران: ٢٠] بمعنى ½انتهوا¼، و½أسلموا¼.

٥ والنهْيِ، نحو: ﴿ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ ﴾ [التوبة: ١٣].

٦ والتشويقِ، نحو: ﴿ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ﴾ [الصف: ١٠].

٣ والإنكار وفي هذه الصورة يكون المنكَر ما يلي الهمزة اسماً كان أو فعلاً؛ ففي قوله نحو: ﴿ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ المنكر هو المفعول، وهو غير الله سبحانه، لا نفس الدعاء؛ لأنّ الدعاء مسلّم، والمنكَر إنّما هو كون المدعوّ غير الله تعالى، وفي قوله ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ المنكَر الفعل، وهو النفي، فيكون المراد الإثبات؛ لأنّ إنكار النفي إثبات، أي: كاف الله عبده، ٤ والأمر، نحو: ﴿ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾، ونحو: ﴿ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فالأوّل بمعنى ½انتهوا¼ والثاني بمعنى أسلموا بصيغة الأمر ٥ والنهْي، نحو: ﴿ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ أي: لا تخشوا إيّاهم، فالله أحقّ أن تخشوه ٦ والتشويقِ، نحو: ﴿ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ فحقيقة الاستفهام فيها غير مراد، وإنّما المراد تشويق النفوس ليكون الأمر بالإيمان والجهاد الواقعُ بعده من قوله سبحانه: ﴿ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ﴾ [الصف: ١١] الآية أوقعَ في النفوس؛ لأنّه خبر بمعنى الأمر كما يدلّ عليه الجواب بقوله تعالى: ﴿وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ[آل عمران: ٣١]، ومن الظاهر أنّ الأمر الوارد على النفوس بعد تشوّق وتطلّع منها إليه أوقع فيها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239