عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٧ والتعظيمِ، نحو: ﴿ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: ٢٥٥].

٨ والتحقيرِ، نحو: ½أهذا الذي مدحته كثيراً؟¼.

٩ والتهكّمِ، نحو: ½أعقلك يسوغ لك أن تفعل كذا؟¼.

١٠ والتعجّب، نحو: ﴿ وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ ﴾ [الفرقان: ٧].

١١والتنبيهِ على الضلال، نحو: ﴿ فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ ﴾ [التكوير: ٢٦].

وأقرب من قبولها له مِمَّا فوجئت به. ٧ والتعظيمِ، نحو: ﴿ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ الاستفهام هاهنا للنفي، لكنّ المقصود منه التعظيم والبيان لكبرياء شأنه تعالى بأنّه لا أحد يستقلّ بأن يدفع ما يريده هو سبحانه، شفاعة واستكانة فضلاً أن يعاوقه عناداً ومقابلة، ولعلّك قد تفطّنت من هذا أنّ الاستفهام المستعمل للتعظيم، لا يجب أن يكون لتعظيم ما دخلت عليه كلمة الاستفهام، بل ربّما يكون لتعظيم ما يتعلّق به بنحو من التعلّق ٨ والتحقيرِ، نحو: ½أهذا الذي مدحته كثيراً؟¼ فالاستفهام هاهنا لقصد الاحتقار والاستخفاف بالمشار إليه مع أنّك تعرفه، ولهذا جيء باسم الإشارة الدالّ على التحقير أيضاً ٩ والتهكّم أي: الاستهزاء والسخرية نحو: ½أعقلك يسوغ لك أن تفعل كذا؟¼ فليس المراد به السؤال عن كون عقل المخاطب مسوغاً بما ذكر، بل المقصود الاستخفاف بشأن عقله ١٠ والتعجّب، نحو: ﴿ وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ فإنّ الغرض من هذا الاستفهام التعجّب؛ لأنّهم لَمَّا راؤوا الرسول يأكل كما يأكل غيره، ويتردّد في الأسواق كما يتردّد غيره فيها، تعجّبوا من حاله بناء على زعمهم أنّ الرسول يجب أن يكون مستغنياً عن الأكل والتعيّش ١١ والتنبيهِ على الضلال، نحو: ﴿ فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ؛ إذ ليس القصد منه الاستعلام عن مذهبهم، بل


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239