الأقطار وجعله أولو العلم والبصيرة من الكتب التي تقرّر دراستها في أكثر مدارس ½الهند¼ من علم البلاغة، وهو إن كان جزل العبارة فصيح البيان؛ لأنّ عامّة المحصّلين في هذا الزّمان يحتاجون في كشف ودائعه إلى الشّرح والإيضاح، ولم يقع له شرح إلى الآن؛ فلذا تواتر عليَّ التماس جماعة من طلاب العلم والكمال بلسان الحال والمقال أن أكتب له شرحاً يذلل صعابه ويكشف عن وجوه خرائده، نقابه فأخذت في شرحه بعد أن قدّمت رجلاً وأخّرت أخرى لما رأيت الأقدام عليه أحري وشرعت فيه مقتضياً أثر المصنف في الإيجاز والاختصار ومعرضاً عن التعرّض لما لا مدخل له في حلّ الكتاب من المباحث والأنظار فجاء بحمد الله تعالى في زمان يسير كما استحسنه الأحبّاء وارتضاه الأولياء اللّهم اختم على ما عملته بختام الرضاء والثواب، ولا تجعله عرضة لكلّ طعان ومغتاب، واجعله ذخرا إلى يوم الحساب، على كلّ شيء قدير وبإجابة الدعاء جدير.
الشّارح