إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاِطْمَأَنَّ إلَيْهِ الْقَلبُ، وَالإثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأفْتَوْكَ)).
حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل[1]، والدارميّ[2] بإسناد حسن.
قوله صلى الله عليه وسلم: (اَلِبرُّ حُسْنُ الخَلقِ) وقد تقدّم الكلام في حسن الخلق، قال ابن عمر: البرّ أمر هيّن، وجه طلق ولسان ليّن. وقد ذكر الله تعالى آية جمعت أنواع البّر فقال تعالى: ﴿ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ ﴾ [البقرة:١٧٧].
قوله صلى الله عليه وسلم: (وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ) أي: اختلج وتردّد ولم تطمئنّ النفس إلى فعله، وفي الحديث دليل على أنّ الإنسان يراجع قلبه إذا أراد الإقدام على فعل شيء فإن اطمأنّت عليه النفس فعله وإن لم تطمئنّ تركه، وقد تقدّم الكلام على الشبهة في حديث ((الحلال بيّن والحرام بيّن)). ويروى أنّ آدم عليه الصلاة
[1] "مسند أحمد"، مسند الشاميين، حديث وابصة بن معبد الأسدي، ر:١٨٠٢٣، ٦/٢٩٢، بتغيرما.
[2] "سنن الدارمي"، كتاب البيوع، باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، ر:٢٥٣٣، ٢/٣٢٠. ولفظه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة ثم جئت تسأل عن البّر والأثم، قال: قلت: نعم، قال: فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال: استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة! ثلاثاً، البرّ ما اطمأنّت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك)).