الثاني: التقدير في اللوح المحفوظ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير، قال الله تعالى: ﴿ يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴾ [الرعد:٣٩] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنَّه كان يقول في دعائه: ((اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً))[1].
الثالث: التقدير في الرحم، وذلك أنّ الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
الرابع: التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت، والله تعالى خلق الخير والشر وقدّر مجيئه إلى العبد في أوقات معلومة. والدليل على أنَّ الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٖ -إلى قوله تعالى- بِقَدَرٖ ﴾ [القمر: ٤٧-٤٩] نزلت هذه الآية في "القدرية"، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى﴿ قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ [الفلق: ١-٢]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه.
وفي الحديث: ((إنَّ الصَدَقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة))[2]. وفي الحديث: ((إنَّ الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن يَنْزِلَ))[3].