ابن عباس: مخلقة أي: تامّة، وغير مخلقة أي: غير تامة بل ناقصة الخلق، وقال مجاهد: مصوّرة وغير مصوّرة، يعني السقط. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: ((إنّ النطفة إذا استقرّت في الرحم أخذها الملك بكفّه فقال: أي رب مخلّقة، أو غير مخلّقة؟ فإن قال: غير مخلّقة، قذفها في الرحم دماً ولم تكن نَسَمَة، وإن قال: مخلّقة، قال الملك: أي رب أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟، ما الرزق وما الأجل وبأيّ أرض تموت؟ فيقال له اذهب إلى أمّ الكتاب فإنَّك تجد فيها كل ذلك. فيذهب فيجدها في أمّ الكتاب فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي إلى آخر صفته))[1].
ولهذا قيل: السعادة قبل الولادة.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ) أي: الذي سبق في العلم، أو الذي سبق في اللوح المحفوظ، أو الذي سبق في بطن الأم. وقد تقدم أنَّ المقادير أربعة.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ) هو تمثيل وتقريب، والمراد قطعة من الزمان من آخر عمره وليس المراد حقيقة الذراع وتحديده من الزمان، فإنَّ الكافر إذا قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم مات دخل الجنة، والمسلم إذا تكلّم في آخر عمره بكلمة الكفر دخل النار.