عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

والمنفعة، ثم المراد: المحبّة الدينيّة لا المحبّة البشريّة، فإنّ الطباع البشريّة قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها، والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشريّة ويدعو لأخيه ويتمنّى له ما يحبّ لنفسه، والشخص متى لم يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه كان حسوداً.

والحسد كما قال الغزالي: ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: أن يتمنّى زوال نعمة الغير وحصولها لنفسه.

الثاني: أن يتمنّى زوال نعمة الغير وإن لم تحصل له كما إذا كان عنده مثلها أو لم يكن يحبّها، وهذا أشرّ من الأوّل.

الثالث: أن لا يتمنّى زوال النعمة عن الغير ولكن يكره ارتفاعه عليه في الحظّ والمنـزلة ويرضى بالمساواة ولا يرضى بالزيادة، وهذا أيضاً محرّم؛ لأنّه لم يرض بقسمة الله تعالى: ﴿ أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ﴾ الآية، [الزخرف:٣٢]. فمن لم يرض بالقسمة فقد عارض الله تعالى في قسمته وحكمته. وعلى الإنسان أن يعالج نفسه ويحملها على الرضى بالقضاء ويخالفها بالدعاء لعدوّه بما يخالف النفس.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151