عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))[1]. وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: للذي اختصر له الوصية: ((لا تغضب))[2]. وقوله: ((لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه))[3].

ونقل عن أبي القاسم القشيريّ رحمه الله تعالى أنَّه قال: السكوت في وقته صفة الرجال، كما أنّ النطق في موضعه من أشرف الخصال. قال: وسمعت أبا عليّ الدقّاق يقول: من سكت عن الحقّ فهو شيطان أخرس. وكذا نقله في "حلية العلماء" عن غير واحد. وفي "حلية الأولياء" أنَّ الإنسان ينبغي له أن لا يخرج من كلامه إلاَّ ما يحتاج إليه، كما أنَّه لا ينفق من كسبه إلاَّ ما يحتاج إليه، وقال: لو كنتم تشترون الكاغذ للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام. وروي عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه))[4]، وروي عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((العافية في عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلاَّ عن ذكر الله تعالى عزّ وجلّ))[5]. ويقال: من سكت فسلم، كمن قال فغنم. وقيل لبعضهم: لم لزمت


 



[1]       "شعب الإيمان"، الرابع والثلاثون من شعب الإيمان، فصل في فضل السكوت عما لا يعنيه، ر:٤٩٨٦، ٤/٢٥٥.

[2]       "صحيح البخاري"، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، ر:٦١١٦، ٤/١٣١.

[3]       "صحيح البخاري"، كتاب الإيمان، باب حب الرسول من الإيمان، ر:١٥، ١/١٧.

[4]       "الفقيه والمتفقهما جاء في ورع المفتي وتحفظه، ر:١٠٥٨، ٢/٣٣٩.

[5]       "فردوس الأخبارباب العين، ذكر الفصول من أدوات الألف واللام، فصل العين، ر:٤٠٥٢، ١/٨٥، بدون: ((إلاَّ عن ذكر الله تعالى عز وجل)).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151