السكوت؟ قال: لأنّ لم أندم على السكوت قطّ، وقد ندمت على الكلام مراراً. وممّا قيل: جرح اللسان كجرح اليد، وقيل: اللسان كلب عقور إن خلي عنه عقر. وروي عن عليّ رضي الله عنه:
قد أفلح الساكت الصموت |
| كلامه قد يعدُّ قوت |
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ) قال القاضي عياض: معنى الحديث: أنَّ من التزم شرائع الإسلام، لزمه إكرام الضيف والجار. وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه))[1]. وقوله تعالى: ﴿وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ ﴾ [النساء:٣٦].
الجار يقع على أربعة: الساكن معك في البيت. قال الشاعر:
أجـارتنـا بـالـبيت إنـَّك طـالـق
ويقع على من لاَصَقَ لبيتك، ويقع على أربعين داراً من كل جانب، ويقع على من يسكن معك في البلد، قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [الأحزاب:٦٠] فالجار الملاصق القريب المسلم له ثلاثة حقوق، والجار البعيد المسلم له حقان، وغير القريب المسلم له