فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَم أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُن لِيُصِيْبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخْطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)).
قوله صلى الله عليه وسلم: (احْفَظِ اللهَ يَحفَظك) أي: احفظ أوامره وامتثلها، وانته عن نواهيه، يحفظك في تقلباتك ودنياك وآخرتك، قال الله تعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ ﴾ [النحل:٩٧]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ﴾ [الشورى:٣٠].
قوله صلى الله عليه وسلم: (تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) أي: أمامك، قال صلى الله عليه وسلم: ((تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة)) وقد نصّ الله تعالى في كتابه: أنّ العمل الصالح ينفع في الشدّة وينجي فاعله، وأنّ عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدّة، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام: ﴿ فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [الصافات:١٤٣-١٤٤]. ولَمَّا قال فرعون: ﴿ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ ﴾ [يونس:٩٠] قال له الملك﴿ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [يونس:٩١].
قوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ) إشارة إلى أنّ العبد لا ينبغي له أن يعلّق سره بغير الله، بل يتوكّل عليه في سائر أموره،