عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ[1].
قوله عز وجل: (إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ) أي: تقدّست عنه، والظلم مستحيل في حقّ الله تعالى، فإنّ الظلم مجاوزة الحدّ والتصرّف في ملك الغير وهما جميعاً محال في حقّ الله تعالى.
قوله تعالى: (فَلا تَظَالَمُوْا) أي: فلا يظلم بعضكم بعضاً.
قوله تعالى: (إِنَّكُمْ تَخطَأوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) بفتح التاء والطاء على أنّه من خَطِئ بفتح الخاء وكسر الطاء يخطأ في المضارع، ويجوز فيه ضمّ التاء على أنّه من أخطاء، والخطأ يستعمل في العمد والسهو ولا يصحّ إنكار هذه اللغة ويرد عليه قوله تعالى﴿ إِنَّ قَتلَهُمۡ كَانَ خِطْئًا كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: ٣١]. بفتح الخاء والطاء وقرئ﴿ خِطۡٔٗا كَبِيرٗا ﴾ أيضاً.
قوله تعالى: (لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ...إلخ) دلّت الأدلّة السمعية والعقلية على أنّ الله مستغن في ذاته عن كلّ شيء، وأنّه تعالى لا يتكثّر بشيء من مخلوقاته، وقد بيّن الله تعالى أنّ له ملك السماوات والأرض وما بينهما، ثم بين أنّه مستغن عن ذلك، قال تعالى: ﴿ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ﴾ [آل عمران:٤٧]. وهو قادر على أن يذهب هذا