عنوان الكتاب: السراجية في الميراث

إلاّ فيما وَرِث كلّ واحدٍ منهم مِن صاحِبه والله أعلم بالصواب وإليه المرجِع والمآب.

بعد موت صاحبه وقد عرفنا حياته بطريق استصحاب الحال فيجب أن يتمسّك به وسبب الحرمان موته قبل موته وهو مشكوك فيه فلا يثبت الحرمان بالشكّ إلاّ في موضع الضرورة أي: (إلاّ فيما وَرِث) أي: إلاّ في النصيب الذي أخذه (كلّ واحدٍ منهم مِن صاحِبه) فإنه لا يرثه منه لئلاّ يلزم إرث كلّ واحد من مال نفسه، وتفصيله أنه يُجعَل البعضُ منهم ميِّتاً والبعضُ الآخَر حيًّا ويُورَّث الحيّ من الميِّت ثمّ يُجعَل الذي اعتبر ميِّتاً حيًّا والذي اعتبر حيًّا ميِّتاً ويُورَّث الحيّ من الميِّت ثمّ يُجعَلون في النصيب الذي أخذه كلّ واحد من صاحبه كأنهم ماتوا معاً، فإن غَرَق أخَوان أكبر وأصغر وخَلَف كلٌّ منهما أمًّا وبنتاً ومُعتِقاً وتركةُ كلٍّ منهما تسعون ديناراً، فعندنا تقسَم تركة كلٍّ منهما بين ورثته الأحياء فيُعطَى لأمِّ كلٍّ منهما سُدُسها وهو خمسة عشر ولبنت كلٍّ منهما النصف وهو خمسة وأربعون ولمُعتِق كلٍّ منهما ما بَقِيَ وهو ثلاثون، وعندهما يُحكَم بموت الأكبر أوّلاً فتُقسَم تركته فلأمّه سُدُسها ولبنته نِصْفها، ثمّ يُحكَم بموت الأصغر فتقسم تركته كذلك، فقد بَقِيَ من تركة كلٍّ من الأخَوَين ثلاثون ديناراً وهو ما وَرِثه كلٌّ منهما من أخيه فلا يرثه أحدٌ منهما من الآخَر، فلأمّ كلٍّ منهما سُدُسها وهو خمسةٌ ولابنة كلٍّ منهما نِصْفها وهو خمسة عشر ولمُعتِق كلٍّ منهما باقيْها وهو عشرة، فقد اجتمع لأمّ كلٍّ منهما عشرون ولبنت كلٍّ منهما سِتّون ولمولى كلٍّ منهما عشرة، وبهذا ظهر ثمرة الخِلاف (والله) تعالى (أعلم بالصواب وإليه المرجِع والمآب) اللهم ربّنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم اللهم ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين يا الله يا رحمن يا رحيم، اللهم ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب يا حنّان يا منّان يا كريم، وصلّى الله تعالى على خير خلقه محمّد النبيّ الأمّي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وبارك وسلّم.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

112