العَصَبات النَسَبِيّة ثلاثة: عَصَبة بنفسه، وعَصَبة بغيره، وعَصَبة مع غيره، أمّا العَصَبة بنفسه فكلّ ذَكَر لا تدخُل في نسبته إلى الميِّت أُنثَى، وهم أربعة أصناف: جزء الميِّت، وأصله، وجزء أبيه، وجزء جَدّه، الأقرب فالأقرب يُرجَّحُون بقُرْب الدَرَجة أعني أولاهم بالميراث جزء الميِّت أي: البَنون، ثمّ بَنوهم وإنْ سفَلُوا، ثمّ أصله أي: الأب، ثمّ الجَدّ أي: أب الأب............................
بينهما أنصافاً عند أبي يوسف رحمه الله تعالى وأرباعاً عند محمّد رحمه الله تعالى، والفتوى على قول أبي يوسف رحمه الله تعالى، ولمّا فرغ عن بيان أصحاب الفرائض شرع في بيان العَصَبات فقال (بابُ العَصَبات) جمع العَصَبة، وعَصَبة الرجل في اللغة قرابته لأبيه، ثمّ سُمِّي بها الواحد والجمع والمذكّر والمؤنّث للغلبة، والعَصَبات قسمان: العَصَبات النَسَبيّة، والعَصَبات السَبَبِيّة، و(العَصَبات النَسَبِيّة) قدّمها على السببيّة لأنها أقوى منها (ثلاث) أحدهم: (عَصَبة بنفسه، و) الثاني: (عَصَبة بغيره، و) الثالث: (عَصَبة مع غيره، أمّا العَصَبة بنفسه فـ) هو (كلّ ذَكَر) احترازٌ عن الأنثَى فإنها لا تكون عَصَبة بنفسه البتّة (لا تَدخُل في نسبته إلى الْميِّت أُنثَى) احترازٌ عمّن تدخل في نسبته إليه أنثَى فإنه أيضاً لم يكن عَصَبة بل كان مِن أصحاب الفرائض كأولاد الأمّ أو كان مِن ذوي الأرحام كأبِ الأمّ وابنِ البنت (وهم) أي: والعَصَبات بأنفسهم (أربعة أصناف) الصِنْف الأوّل: (جزء الْميِّت) كالابن (و) الثاني: (أصله) كالأب (و) الثالث: (جزء أبيه) كالأخ لأبٍ وأمٍّ أو لأبٍ (و) الرابع: (جزء جَدّه) كالعمّ لأبٍ وأمٍّ أو لأبٍ، فيُقدَّم في هذه الأصناف وفي الأفراد الداخلِين فيها (الأقربُ فالأقربُ) أي: (يُرجَّحُون بقُرْب الدَرَجة أعني) بالترجيح بقُرْب الدَرَجة أنّ (أولاهم بالميراث) بالعُصُوبة (جزء الْميِّت أي: البَنون) وغيرهم يُحجَبون بهم (ثُمّ) أي: وعند عدَم البنِين (بَنوهم) أي: بنوا البنِين (وإنْ سفَلُوا) كبني بني البنين، فلا استحقاق لأحد من الباقين عند وجود أحد من هؤلاء (ثُمّ) أولاهم بالميراث عند عدَم جزء الميِّت (أصله) أي: أصل الميِّت (أي: الأب، ثُمّ) أي: وعند عدَم الأب (الْجَدُّ) الصحيح (أي: أبُ الأب) لا الجَدّ