عنوان الكتاب: هداية الحكمة

يوفق للنزوع عنها، فوجب تكفيرهم وتكفير متّبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي وأمثالهما على أنه لم يقم بنقل علم أرسطاطاليس أحد من المتفلسفة الإسلاميين كقيام هذين الرجلين، وما نقله غيرهما ليس يخلو من تخبيط وتخليط، يتشوش فيه قلب المطالع، حتى لا يفهم، وما لا يُفهم كيف يُرَدّ أو يُقبَل؟ ومجموع ما صحّ عندنا من فلسفة أرسطاطاليس، بحسب نقل هذين الرجلين ينحصر في ثلاثة أقسام: ١- قسم يجب التفكير به. ٢- وقسم يجب التبديع به. ٣- وقسم لا يجب إنكاره أصلاً، فلنفصّله.

فصل في أقسام علومهم

اعلم: أن علومهم -بالنسبة إلى الغرض الذي نطلبه- ستة أقسام: رياضيّة ومنطقيّة وطبيعيّة وإلهيّة وسياسيّة وخلقيّة.

١ - أما الرياضيّة: فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئة العالَم، وليس يتعلق شيء منها بالأمور الدينيّة نفياً وإثباتاً، بل هي أمور برهانيّة لا سبيل إلى مجاحدتها بعد فهمها ومعرفتها. وقد تولدت منها آفتان: الآفة الأُوْلى: مَن ينظر فيها يتعجب من دقائقها ومِن ظهور براهينها، فيحسن بسبب ذلك اعتقاده في الفلاسفة، فيحسب أن جميع علومهم في الوضوح وفي وثاقة البرهان كهذا العلم. ثم يكون قد سمع من كفرهم وتعطيلهم وتهاونهم بالشرع ما تناولته الألسنة فيكفر بالتقليد المحض ويقول: لو كان الدين حقاً لَمَا اختفى على هؤلاء مع تدقيقهم في هذا العلم، فإذا عرف بالتسامع كفرهم وجحدهم فيستدلّ على أن الحق هو الجحد والإنكارللدين،وكم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

118