عنوان الكتاب: هداية الحكمة

بـسم الله الرحمن الرحيم

القسم الثاني[1] في الطبعيّات[2]: وهو مُرتَّب علی ثلاثةِ فنون[3]. الفنّ الأوّل فيما يعُمُّ الأجسامَ[4]: وهو مُشتمِل علی عشرةِ فصولٍ.


 



[1] قوله: [القسم الثاني] اعلم أن هذا الكتاب مرتّب علی ثلاثة أقسام، الأوّل: في المنطق، والثاني: في الطبعيات، والثالث: في الإلهيّات، والأوّل متروك درسه مع الأخيرَينِ بين العلماء، ولذا اكتفی الشارحون علی شرح القسمين الأخيرين، كما قال الميبذي شارح الكتاب: ½ولمّا نَسجت عناكبُ النسيان على القسم الأوّل ما كان مشهورا وصار كأنْ لم يكن شيئا مذكورا فاقتصرتُ (واقتصرنا في حاشيتنا هذه على الفنّ الأول فقط من القسم الثاني) على شرح القسمين الأخيرين¼. وعلى هذا لا يرد على المصنِّف عدمُ الابتداء بالحمدلة والصلوة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ليس بمفتتح الكتاب, وأما البسملة فمِن أهل المطابع وليست من المصنِّف عليه الرحمة؛ لأن البسملة لا تكون في وسط الكتاب, ومن هذا يظهر وجه تسمية القسم الثاني. (الميبذي, عبيدالله)

[2] قوله: [في الطبعيات] الطبعيات منسوبة إلی الطبيعة، وهي عند القوم قوة عديمة الشعور مبدأ أوّل لحركة ما هي فيه وسكونه بالذات، ويقال للجسم: طبعي؛ لكونه محلاّ لتلك القوة وللأمور الصادرة عنها، كالحركة الصادرة عن قوة الحجر إلی أسفل طبيعته أيضاً لكونها أفعالاً لها، فإن كان المراد بالطبعيات الأحوال الطبعية، كان معنی الكلام: القسم الثاني في الأحوال الطبعية للجسم الطبعي, وإن كان المراد بها الأجسام الطبعية, فمعنى الكلام: القسم الثاني في بيان الجسم الطبعيّ من حيث إنه ذو طبيعة، وقال بعض الشارحين: المراد بها الحكمة الطبعية يعني القسم الثاني في مباحث الحكمة الطبعية ورجّح هذا التفسير، ولا يخفی وجهه. وموضوع هذا العلم: الجسم الطبعي من حيث إنه مشتمل علی قوة التغير، أو ذو طبيعة، أو ذو مادّة، والحيثيات وإن كانت مختلفةً في العبارات لكن المآل واحد؛ لأن للآثار الطبعية استناداً إلی الطبيعة من حيث إنها فاعلة لها، واستناداً إلی المادّة من حيث إنها قابلة لها. (سعادت)

[3] قوله: [ثلاثة فنون] وجه الحصر: لأن الأجسام منحصرة في الفلكيات والعنصريات والبحث إمّا عن أحوال عامّة لهما (وهو الفن الأول) أو خاصة بإحداهما (أي: خاصة بالفلكيات فهو الفن الثاني, أو خاصة بالعنصريات فهو الفن الثالث). (الميبذي بزيادة)

[4] قوله: [الأجسامَ] أي: الطبيعيةَ إذ هي المتبادرة عند الإطلاق إلى الفهم وأكثرهم على أن إطلاق الجسم على الطبيعي والتعليمي بالاشتراك اللفظي، وقد يقال: إن الجسم هو القابل للأبعاد الثلاثة فإن كان جوهراً فطبيعي وإن كان عرضاً فتعليمي. (الميبذي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

118