إلى أن الجسم ليس إلا ذاك المتصل وهو بسيط في نفسه لا تركيب فيه ألبتة، وذهب جماعة من المتأخرين كالشيخ وغيره إلى أن الجسم مركب من الصورة الاتصاليّة وشيء آخر قابل لها وهو الهيولى، فآخر ما ينحل إليه الأجسام أجسام بسيطة عند أفلاطون، وأجزاء غير أجسام عند غيره، إما الهيولى والصورة على مذهب الشيخ، وإما جواهر فردة عند الآخرين¼. (حاشية على شرح الإشارات والتنبيهات، ٢/٣٦) فقد ثبت بهذا التفصيل أن ثبوت الهيولى ليس بمتَّفَق عليه، ولا وظيفة الفلاسفة كلِّهم.
البحث في الصورة النوعيّة
إثبات الصورة النوعية ليس شنيعا وقبيحا، ولم نجد فيه اختلافا بين الحكماء والمتكلّمين، لكن الحكماء يثبتون قدم الهيولى والصورة الجمسية بالصورة النوعية بأنها قديمة بالجنس عندهم، وهذه النظرية كفر صريح. وهذه النظرية توجد في هذا الزمان أيضا كما يقال في الإنجليزيّة:
½Matter can not be created and nor destroyed¼
وقد أبطل هذه النظريةَ مرشدي العلامةُ محمد إلياس العطار القادري في مذاكرته المدنية. وخلاصة كلامه: ½هذا القول باطل وكفر؛ لأنّ فيه إلحادا وإنكارا بوجود الله وقدرته، بل إيجاد المادّة وإفناؤها ثابت بمعجزات الأنبياء كما جاء في الحديث إيجاد الماء (وهو أيضا المادّة) والحديث: ((أتي النبي صلى الله عليه و سلم بإناء وهو بـ"الزوراء" فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضّأ القوم. قال قتادة: قلتُ لأنس: كَمْ كنتم؟ قال ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة)). (صحيح البخاري، باب علامات النبوة)، وقصة إفناءها