وحرکة في الوضع[1]، وهي أن[2] تکون للجسم حرکة علی الاستدارةِ[3]، فإنّ أجزائه يُباين أجزاء مکانه[4] ويُلازم[5] کلُّه مکانه، فقد اختلف[6] نسبة أجزائه إلی أجزاء مکانه.
[1] قوله: [حركة في الوضع] اعلم أن الوضع عبارة عن هيئة حاصلة للشيء بسبب مجموع نسبة بعض أجزائه إلى البعض وبسبب نسبة أجزائه إلى الأمور الخارجية كما أن القاعد إذا قام يحصل له هيئة بسبب النسبة المذكورة لم يحصل له هذه الهيئة عند القعود, وهكذا لكل جسم فلكيا كان أو عنصريا يحصل له هيئة بسبب النسبة المذكورة وهي وضع لذلك الجسم. وقد يطلق على هيئة حاصلة للشيء بسبب نسبة بعض أجزائه إلى البعض فقط. (عين القضاة)
[2] قوله: [وهي أن...إلخ] اعترض بعض الشارحين أنّ الحركة في الوضع غير محصور في الحركة على الاستدارة؛ لأنّ القائم إذا قعد أو بالعكس توجد للجسم الحركة في الوضع مع عدم الحركة على الاستدارة. والجواب عنه: أنّ المصنِّف بصدد بيان أنواع الحركة لا بصدد تفصيل جزئياتها غاية ما في الباب أنه لم يورد كاف التمثيل أو نحوها كما في النمو والذبول وأمثالهما لكن ذلك لا يدلّ على دعوى الانحصار, وإن أوهم لِمَ خصّص هذا الفرد بالذكر فيجاب ليمتاز الحركة الوضعية فرطَ امتياز لأن في حركة القائم إذا قعد يصاحب الحركةُ الوضعية الحركةَ الأينيّة أيضا. (عبيد الله)
[3] قوله: [حركة على الاستدارة] الحركة المستديرة اصطلاحاً مخصوص بما لايخرج المتحرّك عن مكانه, ولغة أعمّ من ذلك؛ فإن الجسم إذا تحرّك على محيط دائرة يقال إنه متحرك بحركة مستديرة بحسب اللغة, والمراد ههنا المعنى الاصطلاحي ليصحّ ما يأتي من قوله: ½ويلازم كله مكانه¼. (عين القضاة)
[4] قوله: [أجزاء مكانه] اعترض عليه أن فلك الأفلاك له حركة وضعية ولا يصدق عليه هذا التعريف لعدم المكان له؛ لأنه هو السطح الباطن للجسم الحاوي كما مرّ ولا حاوي له. والجواب: أنّ قيدَ ½إن كان له مكان¼ مراد ههنا تركه المصنف عليه الرحمة لظهوره مما سبق في بحث المكان. (عبيد الله)
[5] قوله: [يلازم كله مكانه] أي: يلازم الجسم كلُّه مكانَه, ولم يخرج عن مكانه بهذه الحركة. (العلميّة)
[6] قوله: [فقد اختلف] إنما ذكر المصنّف عليه الرحمة اختلاف نسبة أجزاء الجسم إلى أجزاء المكان إيماءً إلى أنّ الحركة في الوضع هي الانتقال من نسبة أجزاء الجسم إلى أجزاء المكان على نسبة أخرى, فما سبق من المصنف من قوله: ½وهي أن تكون...آه¼ محمول على المسامحة إقامة اللازم مقام الملزوم لظهور أن ليس الحركة في الوضع هو الكون المذكور. (عبيد الله)