اعلم أن إنكار الهيولى ليس من ضروريات الدين، لكنّ اعتقاد قدامتها كفر، وهذا الأمر الشنيع يوجد في الفلسفة اليونانيّة، ويُنكِر المتكلمون ثبوتَ الهيولى، كما يظهر من كلام الإمام أحمد رضا خان حيث سُئِل عن الهيولى أنه تقول الفلاسفة: ½الجزء الذي لا يتجزأ باطل¼، فإن سُلِّم بطلانه وأبطِلتْ قدامةُ الهيولى والصورة، فهل فيه من حرج في الإسلام؟.
فقال في جوابه: إنّ أنكار الجزء الذي لا يتجزأ يفتح بابَ قدم الهيولى والصورة، ثم ردُّ دلائل الفلاسفة على قدمهما يقتضي مباحث كثيرة مديدة فلهذا ردَّ علماؤنا المتكلّمون الهيولى والصورةَ برأسهما. (گربہ کشتن روز اوّل باید)، ولا شيء قديم في الإسلام سوى ذات الله تعالى وصفاته كما قال الله تعالى: ﴿ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [البقرة:١١٧] وقد جاء في الحديث: ((كان الله ولم يكن شيء غيره)) (صحيح البخاري، حديث:٣١٩١) واعتقاد قدم شيء غير الله كفر بالإجماع. انتهى كلامه. (ملفوظات أعلى حضرت، صـ:٢٤٤)
وقال في فتاواه: ½تركب الجسم من الهيولى والصورة باطل بل الجسم البسيط بنفسه متصل وبنفسه قابل للانفصال¼. (الفتاوى الرضوية،٢/٥٧٢)
وقال قطب الدين الرازي في الحاشية على شرح "الإشارات والتنبيهات": ½إنّ الجسم متصل واحد في نفسه فإما أن يكون الجسم مجرد تلك الهويّة الاتصالية التي أمكن أن يفرض فيها أبعاد ثلاثة متقاطعة وإما أن يكون فيه وراء تلك الهوية الاتصالية شيء آخر يقبلها ويقبل الانفصال وهو هو بعينه فذهب القدماء كأفلاطون وشيعته