يثبت الحكماء للأجسام الحيِّزَ والشكل بسبب طبيعتها، كما قال قطب الرازي في حاشيته: ½والحاصل أن كل جسم يتحرك أو يسكن فلا بد أن يكون لحركته أو سكونه مبدء، فمبدء حركته وسكونه إما بتوسط شيء أو لا بتوسط، فإن كان بتوسطه كالنفس الأرضية يحرّك جسمها بتوسط العناصر فهو ليس بطبيعة، وإن لم يكن بتوسّط فإما أن يكون ذلك المبدء في الجسم المتحرك أو لا فيه، والثاني كالمبدء القسري ليس بطبيعة، وإن كان في الجسم المتحرك فإما أن يكون مبدء للحركة بالذات أو لا يكون، فإن لم يكن كطبيعة المقسور فإنها مبدء القسريّة للحركة لكن لا بالذات بل بتسخير القاسر لم يكن طبيعة، وإن كان مبدء للحركة بالذات لا بحسب تسخير القاسر فإما أن يكون مبدء للحركة بالعرض أو لا بالعرض، فإن كان مبدء للحركة بالعرض كحركة الصنم من نحاس فإن مبدء الحركة في النحاس مبدء لحركة الصنم بالعرض فهو ليس بطبيعة من هذه الحيثية، فقد اتضح من هذا التعريف أن مبدء الحركة هو الطبيعة لا باعتبار أنه مبدء الحركة بالعرض أو مبدء الحركة بالقسر بل باعتبار الحركة الذاتيّة الغير العرضية، ولا شك أن لكل جسم حركة ذاتيةً لا بالعرض أو سكونا فالطبيعة يعمّ سائر الأجسام¼. (الإشارات والتنبيهات،٢/١٩٤)
ويفهم مِن كلامهم أنّ الحيّز والشكل ثابت بنفس طبيعته لا بفاعل خارجي، وفي نفى الفاعل عموم عندهم حتى الباريء الحقيقي. وقد أورد على هذا القول صاحب الميبذي في شرحه: ½أورد عليه أن تشكّل الجسم يتوقف على تناهي أبعاده ولا شكّ