المعتوه؛ وهو مختلط العقل مختل التدبير، فبعض كلامه ككلام العقلاء وبعضه كالمجانين، ولكنّه لا يضرب الناس أو يشتمهم أو يرمي إليهم الحجارة بلا سببٍ كالمجانين، وهو كالصبي العاقل في جميع الأحكام، فجميع هذه الأحكام تطبق فيه كذلك.
أقول: ولكن في الوالدين الغنيّين مروي عن الإمام محمّد جواز الانتفاع بالماء الذي أحرزه الصبي، مبناه العرف والعادة، وأمّا المعتوه فلم تثبت فيه العادة، وفي المنع ليس حرج بسبب الندرة، ينبغي أنْ يكون هنا القول الأوّل هو المختار ظاهرًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ملاحظة: إلى ههنا كانت أقسام المياه التي لم يختلط فيه غيره وأمّا الآن فنفصّل صور الاختلاط مع الغير.
٤٩ـ٦٥: صرّح في الكتب الكثيرة المعتمدة أنّ الصبي إنْ أخذ كوزًا مِن ماء الحوض وأراق فيه بعضًا منه فلا يجوز استخدام ذلك الحوض لأحدٍ.
((في "الشامي" عن "الطحطاوي" عن "الحموي" عن "الدراية" عن "الذخيرة والمنية"، وفي "غمز العيون" عن "شرح المجمع" لابن الملك عن "الذخيرة"، وفي "الأشباه" مِن أحكام الصبيان، وفي "الحديقة الندية" عن "الأشباه" في النوع العشرين مِن آفات اللسان، وفي غيرهما مِن الكتب الحسان: عبد أو صبي أو أمَة ملأ الكوز مِن الحوض وأراق بعضه فيه لا يحلّ لأحدٍ أنْ يشرب مِن