أقول: إنْ ثبت هذا فعدم تسليم الحيوان محتاج إلى دليل؛ وهو على شكل حيوان، جاء في الكتب بل في كتب أئمّة الشافعيّة نفسها أنّ الزلال حيوان، قامته قدر أصبع، أبيض اللون، منقط بصفرة.
في "تاج العروس": الزلال بالضمّ؛ حيوان صغير الجسم أبيضه، إذا مات جعل في الماء فيبرده، ومنه سمّي الماء البارد زلالًا[1].
في "حياة الحيوان" للإمام الدميري الشافعي: الزلال: بضمّ... دود يتربّى في الثلج، وهو منقط بصفرة يقرب من الإصبع، يأخذه الناس من أماكنه ليشربوا ما في جوفه لشدّة برده[2].
على تقدير كونه حيوانًا أنّ الإمام ابن حجر الشافعي اعتبر ما يخرج من بطنه قيئًا ومن ثمة ماء متنجّس؛ لأنّه قيء. قال الشامي: عن ابن حجر بعد ما مرّ فإنّ تحقّق (أي: كونه حيوانًا) كان نجسًا؛ لأنّه قيء[3].
أقول: في صدق تعريف القيء عليه نظر، وفي الكتب الشافعيّة مصرح بجواز الوضوء به.
في "شرح الوجيز" لأبي الفرج العجلي الشافعي: الماء الذي في دود الثلج طهور[4].