فرضاهم بتصرّفه فيه ثابت على كلّ تقدير، ولهذا لم يكترث به الخاصّة فضلًا عن العامّة كما اعترف به، فلا وجه لنسبتهم إلى الجهل والغفلة وإقامة النكير، هذا ما عندي والعلم بالحقّ عند اللطيف الخبير)).
تنبيه:
أقول: [كلمة] بلا معاوضة هذه تشمل صورًا ثلاثة:
الأولى: أن لا يكون هو أجيرًا له.
الثانية: [المحرز] كان أجيرًا له ولكن ليس على هذا بل على عمل آخر، فصار الاستيلاء بلا معاوضة.
الثالثة: وهو خادم لجميع الأعمال بأنْ يدخل ضمنها هذا العمل أيضًا ولكنّه أمره بالإحراز في غير وقت الخدمة، كمَن كان يخدمه نهارًا وأمر بإحراز المباح ليلًا، وهذا أيضًا بلا معاوضة. فعلى هذا أنّنا لم نعدها هذه الصور الثلاثة في الصور التسعة عند التقسيم [لشمولها كلمة بلا معاوضة].
في الصورة الرابعة: يصير ذلك المباح ملكًا للمستأجر لا للمحرز، أي: أمر بالإحراز عند وقت الأجرة وإلّا ليدخل في الصورة الثالثة كما مرّ، سبب ملك المستأجر في هذه الصورة بأنّ منافع الأجير مَشْرِية بيده في وقت الأجرة، فاستيلاء الأجير بأمر المستأجر كاستيلاء نفسه.
في "الهداية": (الأجير الخاصّ؛ هو الذي يستحقّ الأجرة بتسليم نفسه في المدّة وإن لم يعمل كمَن استؤجر شهرًا لخدمة أو لرعي الغنم)، وإنّما سمّي