الخامس: أن لا يقصد تشريك الجملتين في الحكم لقيام مانع، كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ o ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ﴾ [البقرة: ١٥-١٤]؛ فجملة ½الله يستهزئ بهم¼ لا يصحّ عطفها على ½إنّا معكم¼؛ لاقتضائه أنّه من مقولهم، ولا على جملة ½قالوا¼؛ لاقتضائه أنّ استهزاء الله تعالى بهم مقيّد بحال خلوّهم إلى شياطينهم،
½شبه كمال الانقطاع¼ لتحقّق المشابهة بينه وبين كمال الانقطاع في كون الجملتَين متغايرتَين مع وجود المانع من العطف إلاّ أنّ المانع في صورة كمال الانقطاع هو التباين التامّ أو عدم وجود المناسبة، وهاهنا المانع هو إيهام غير المراد الخامس: أن لا يقصد تشريك الجملتين في الحكم أي: تشريك الجملة الثانية للجملة الأولى في حكمها الإعرابيّ الذي لها مثل كونها خبر مبتدأ، أو صفة، أو مفعولاً، أو نحو ذلك، أو في قيد زائد على مفهومها، مثل الظرف، والشرط، ونحوهما لقيام مانع من ذلك التشريك كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ o ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ﴾؛ فجملة ½الله يستهزئ بهم¼ لا يصحّ عطفها على ½إنّا معكم¼؛ لاقتضائه أنّه من مقولهم لأنّه يلزم حينئذ تشريك جملة ½الله يستهزئ بهم¼ لجملة ½إنّا معكم¼ في كونها مفعول ½قالوا¼، فيلزم أن تكون هي أيضاً مقولة قول ½المنافقِين¼ وليس كذلك ولا على جملة ½قالوا¼؛ لاقتضائه أنّ استهزاء الله تعالى بهم مقيّد بحال خلوّهم إلى شياطينهم لأنّ جملة ½قالوا¼ مقيّد بظرف هو ½وإذا خلوا¼ بمعنى: إنّهم أنّما يقولون: ½إنّا معكم¼ في حال خلوّهم إلى شياطينهم، لا في حال وجود أصحاب النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم، فلو عطفت على هذه الجملة ï