والحشو، نحو: وَأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ
ومن دواعي الإيجاز: تسهيل الحفظ، وتقريب الفهم، وضيق المقام، والإخفاء، وسأمة المحادثة، ومن دواعي الإطناب: تثبيت المعنى
الجمع بينهما ; إذ مقام هذا الكلام ليس مقتضياً للتأكيد، فأحدهما زائد بلا فائدة، وليس المزيد متعيّناً؛ لأنّ المعنى يصحّ بكلّ منهما، فزياد أحدهما تطويل والحشو، نحو: وَأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ فإنّ قوله: ½قبله¼ زائد لدخول القبليّة في مفهوم ½الأمس¼، ومتعيّن للزيادة، وليس كالمين بالنسبة إلى الكذب فيكون ½حشواً¼ ومن دواعي الإيجاز: تسهيل الحفظ فإنّ حفظ العبارة القليلة أسهل من حفظ الكثيرة بالضرورة وتقريب الفهم للمراد، كما في قوله: ½وسورة أيّام حززن إلى العظم¼، أي: قطعن اللحم إلى العظم، فاختير هاهنا الإيجاز، وحذف المفعول ليقرب فهم المراد، لا يتوهّم إرادة غيره؛ لأنّ المقصود أنّ الحزّ بلغ إلى العظم، فلو ذكر المفعول، أعني: ½اللحم¼ ; لربّما توهّم السامع قبل ذكر ما بعده أنّ الحزّ لم ينته إلى العظم وإنّما كان في بعض اللحم، فحذف دفعاً لهذا الوهم، وتقريباً لفهم المراد وضيق المقام عن إطالة الكلام ; بسبب خوف فوات فرصة أو نحو ذلك، كقول الصياد: ½غزال فاصطادوه¼، فالحذف هاهنا لضيق المقام بسبب خوف فوات الفرصة بالإطالة بذكره والإخفاء عن غير المقصود سَمَاعه عن الحاضرين، كما تقول: ½جاء¼ تريد زيد، القيام قرينة عنده دون غيره من الحاضرين وسأمة المحادثة نحو: ½قال لي: كيف أنت، قلت: عليل¼، فلم يقل: ½أنا عليل¼ بسبب ضجر الصدر وسأمة المحادثة من علّة، وبالجملة جميع ما ذكر من دواعي ترك المسند إليه أو المسند أو متعلّقاتهما، هي دواعي الإيجاز، فلا حاجة إلى زيادة الكلام والتفصيل في بيانها ومن دواعي الإطناب: تثبيت المعنى في نفس المخاطب، وذلك عند اقتضاء المقام ذلك التثبيت ; لكون المعنى مِمّا ينبغي أن يملأ ï