٢ والإيجاز: وهو تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه مع وفائها بالغرض نحو:
قِفَانَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْـزِلِ
فإذا لَم تَفِ بالغرض سُمّي ½إخلالاً¼، كقوله:
وَالعَيْشُ خَيْرٌ فِيْ ظِلاَ |
| لِ النُوْكِ مِمَّنْ عَاشَ كِدَّا |
مراده أنّ العيش الرغد
مساواة؛ لأنّ فيه تأدية المعنى المراد بعبارة يستحقّها ذلك المعنى في مجرى العرف من غير زيادة ولا نقصان إذ لم يوجد في المقام ما يقتضي العدول عنها ٢ والإيجاز وهو تأدية المعنى المراد بعبارة ناقصة عنه بأن تكون أقلّ من الحدّ الذي جرى به عرف أوساط الناس مع وفائها بالغرض والمراد بوفائها بالغرض أن تكون دلالتها على ذلك الغرض مع نقصان اللفظ واضحة في تراكيب البلغاء نحو: قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْـزِلِ فهذا الكلام مع كونه ناقص العبارة؛ لأنّ الأصل من ذكرﺍى حبيبنا ومنـزله ظاهر الدلالة على المراد؛ لأنّ سوق الكلام في أمثال هذا الموضع يدلّ دلالة واضحة على حذف المضاف إليه فإذا لم تف بالغرض بأن يكون اللفظ ناقصاً مع خفاء الدلالة على ذلك الغرض بحيث يحتاج فيها إلى تكلّف وتعسّف سُمّي ½إخلالاً¼ لكونه مخلاًّ في فهم المراد كقوله: وَالعَيْشُ خَيْرٌ فِيْ ظِلاَلِ جمع ½ظِلّة¼، وهي ما يتظلّل به النُوْكِ بالضمّ، ½الحُمُق والجهالة¼، وإضافة الظلال إلى النُّوك من إضافة المشبّه به إلى المشبّه مِمَّنْ عَاشَ كِدَّا أي: من عيش من عاش مكدوداً متعوباً، فظاهره يفيد أنّ العيش ولو بالنكد، والتعب مع الحمق خير من العيش النكد والشاقّ ولو مع العقل، وهو غير صحيح؛ لاستوائهما في النكد، وزيادة الثاني بالعقل الذي من شأنه التوسّعة، وإطفاء بعض نكدات العيش فلا يكون هذا المعنى مرادَ الشاعر بل مراده أنّ العيش الرغد والمعيشة ï