ومثله يسمّى بـ½الخياليّ¼، وبهذا البيان يتضح ما قال في الحاشية: ½المراد بالحسيّ ما يدرك هو... إلخ¼ وإمّا عقليّان[1] والمراد بالعقليّ مقابل الحسيّ، أي: ما لا يدرك هو ولا مادّته مدركاً بإحدى الحواس الخمس الظاهرة نحو: ½الجهل كالموت¼ فإن كلاّ من الجهل والموت ليس حسيًّا مدركاً بإحدى الحواس بل يدركان بالعقل، ويدخل في العقليّ أيضاً ما لا يحسّ به ولا بمادّته، ولكنّه بحيث لو وجد في الخارج، وأدرك لكان مدركاً بتلك الحواس، كما في قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي |
| ومسنونة زرق كانياب أغوال |
أي: كيف يقتلني ذلك الرجل الذي توعدني في حبّ سلمى، والحال أنّ السيف المشرفي، أي: المنسوب إلى المشارف التي هي بلاد باليمن والسهام المسنونة، أي: المحدودة الزرق، أي: المجلوة الصاقية كأنياب أغوال في الحدّة مضاجعي وملازمي، فالمشبّه به هاهنا، وهو أنياب الأغوال; لكونه صورة وهيئة أخترعها الوهم من عند نفسه من غير أن يكون له، أو لمادّته وجود في الخارج مِمّا لا يحسّ به، ولا بمادّته أصلاً، ولكن لو وجد في الخارج، وأدرك لم يدرك إلاّ بالحسّ، ومثل هذا التشبيه يسمى بـ½الوهميّ¼، وهذا التفصيل ما في الحاشية من قوله: ½والمراد بالعقلي... إلخ¼ وإمّا مختلفان بأن يكون أحد الطرفين حِسّـيًّا والآخر عقليًّا نحو: خُلقه كالعطر فشبّه ï
[1] والمراد بالعقلي: ما لا يكون هو ولا مادّته مدركاً بتلك الحواس ومنه ما ليس مدركاً بالحسّ لكن لو وجد في الخارج لكان مدركاً بها, نحو قوله:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي |
| ومسنونة زرق كأنياب أغوال |
فإنّ أنياب الأغوال لم توجد هي ولا مادّتها وإنّما الوهم اخترعها ولو وجدت لادركت بالحسّ ومثل هذا التشبيه يسمّى بـ½الوهميّ¼ ١٢ منه.