عنوان الكتاب: دروس البلاغة

ووجه الشبه هو الوصف الخاصّ الذي قُصد اشتراك الطرفين فيه كـ½الهداية¼ في العلم والنور.

وأداة التشبيه: هي اللفظ الذي

الخُلق: الذي هو عبارة عن كيفية راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بسهولة بذات العطر، أي: ما يتعطّر به من كلّ طيب الرائحة كالمسك والعود الهنديّ، ولا شكّ أنّ الأوّل: أمر لا يدركه إلاّ العقل فهو عقليّ، والثاني: أمر يشاهده البصر فهو محسوس بحاسّة البصر، وإن قصد بالعطر: نفس الرائحة كان محسوساً بحاسة الشمّ ووجه الشبه هو الوصف الخاصّ الذي قُصد اشتراك الطرفين فيه وإنّما جعل وجه الشبه الوصف الخاصّ بالمشبّهين؛ لأنّه إذا كان من الذاتيات أو الإعراض العامّة لم يكن للتشبيه وادّعاء المماثلة فائدة كـ½الهداية¼ في العلم والنور فإنّ وجه الشبه في تشبيه العلم بالنور حيث يقال: ½العلم كالنور¼ الهداية إلى المقصود، وهي الوصف الخاص: الذي اشتركا فيه، فإنّ العلم يدلّ على طريق الحقّ، ويفرّق بينه وبين طريق الباطل، والنور يدلّ على طريق السلامة، ويفصل بينه وبين طريق الهلاك، فقد هدى كلّ منهما إلى المطلوب الذي هو طريق الحقّ في الأوّل وطريق السلامة في الثاني، فالهداية هي وجه الشبه، ثُمّ وجه الشبه قسمان: الأوّل المحقّق: وهو الذي يتقرّر في كلّ من المشبّه والمشبّه به على وجه التحقّق، كما في تشبيه العِلْم بالنور، فإنّ وجه الشبه، وهو الهداية، متقرّر في كلّ منهما حقيقة، والثاني المتخيّل، وهو الذي لا يكون متقرّراً فيهما، أو في أحدهما حقيقة، ولكن يخيّله الوهم، ويقررّه بتأويل غير المحقّق محقّقاً، وتخييل ما ليس بواقع واقعاً كتشبيه الشعر بالخطّ، فإنّ وجه الشبه، وهو السواد ليس بمتقرر في الخطّ بل بتخييل الوهم وفرضه، وهذا ما قال في الحاشية: ½ويكون وجه الشبه محقّقاً...إلخ¼ وأداة التشبيه أي: وآلته التي يتوصّل بها إلى التشبيه هي اللفظ الذي  ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239