عنوان الكتاب: دروس البلاغة

إِنَّ الْقُلُوْبَ إِذَا تَنَافَرَ وُدُّهَا
.

 

مِثْلُ الزُجَاجَةِ كَسْرُهَا لاَ يُجْبَرُ
[[

شبّه تنافُرَ القلوب بكسر الزجاجة؛ تثبيتاً لتعذّر عودتِها إلى ما كانت عليه من المؤدّة.  وإمّا تزيينُه، نحو:

سَوْدَاءُ وَاضِحَةُ الْجَبِيْنِ
.

 

كَمُقْلَةِ الظَبْيِ الْغَرِيْرِ
[[

شبّه سوادها بسواد مقلة الظبْيِ؛ تحسيناً لَها.

وإمّا تقبيحُه، نحو:

وَإِذَا أَشَارَ مُحَدِّثاً فَكَأنّهُ
.

 

قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أَوْ عَجُوْزٌ تَلْطِمُ
[[

 

وتمكينها في نفسه بسبب إلحاقه بأمر وجدت فيه تلك الحال على وجه أظهر وأقوى نحو:

إِنَّ الْقُلُوْبَ إِذَا تَنَافَرَ وُدُّهَا
.

 

مِثْلُ الزُجَاجَةِ كَسْرُهَا لاَ يُجْبَرُ
[[

شبّه تنافُرَ القلوب بكسر الزجاجة; لأنّ عدم جبر هذا الكسر وعدم عود الزجاجة إلى ما كانت عليه، أمر حسيّ متحقّق بالشهود، فأتي بتشبيه تنافر القلوب بهذا الكسر تقريراً وتثبيتاً لتعذّر عودتِها إلى ما كانت عليه من المؤدّة; لأنّ النفس بالحسيّ أكثر ألفاً منها بغيره، فيحصل بهذا التشبيه من تقرير تعذّر العود للقلوب إلى المودّة ما لا يحصل بغيره وإمّا تزيينه أي: إيقاع زينة المشبّه في عين السامع، وتصويره بصورة حسنة له ترغيباً فيه لا بيان الزين الكائن فيه; ولذا لم يورد لفظ البيان نحو:

سَوْدَاءُ وَاضِحَةُ الْجَبِيْنِ
.

 

كَمُقْلَةِ الظَبْيِ الْغَرِيْرِ
[[

فإنه شبّه سوادها بسواد مقلة الظبي تحسيناً لها وتصويراً بصورة حسنة عند السامع ;فإنّ السواد الكائن في مقلة الظبي مستحسن طبعاً وإمّا تقبيحه أي: إيقاع قبح المشبّه في ذهن السامع; بإلحاقه بها تحقّق فيه القبح عنده; لينتفر عنه نحو:

وَإِذَا أَشَارَ مُحَدِّثاً فَكَأنّهُ
.

 

قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أَوْ عَجُوْزٌ تَلْطِمُ
[[


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239