وقد يعود الغرض إلى المشبّه به، إذا عُكس طرفا التشبيه، نحو:
وَبَدَا الصَبَاحُ كَأَنَّ غُرَّتَهُ |
| وَجْهُ الْخَلِيْفَةِ حِيْنَ يُمْتَدَحُ |
ومثل هذا يسمّى بـ½التشبيه المقلوب¼.
شبّه المهجوّ حالة تحديثه بقرد حالة القهقه، أو بعجوز حالة لطم وجهها، تقبيحاً له وتنفيراً عنه وقد يعود الغرض إلى المشبّه به، إذا عُكس طرفا التشبيه بأن يجعل ما هو مشبّه في نفس الأمر، وناقص بالإصالة مشبّهاً به، ويجعل ما هو مشبّه به فيها، وكامل بالإصالة مشبّهاً; لإيهام كون المشبّه الذي جعل مشبّهاً به أتمّ من المشبّه به الذي جعل مشبّهاً؛ لأنّ مقتضى أصل تركيب التشبيه كون المشبّه به في الكلام أكمل من المشبّه، فيعود الغرض إلى ما جعل مشبّهاً به لفظاً نحو: وَبَدَا أي: ظهر الصَبَاحُ كَأَنَّ غُرَّتَهُ أي: بياض الصبح وإشراقه وَجْهُ الْخَلِيْفَةِ حِيْنَ يُمْتَدَحُ فوجه الخليفة مشبه بغرّة الصباح في الحقيقة، لكنّ الشاعر عكس التشبيه قصداً إلى ادّعاء أنّه أكمل من غرّة الصباح في الضياء على قاعدة ما يفيده التشبيه من كون المشبّه به في الكلام أقوى من المشبّه في وجه الشبه ومثل هذا يسمّى بـ½التشبيه المقلوب¼ ووجهه ظاهر؛ لأنّه يجعل فيه الناقص في وجه الشبه مشبّهاً به والكامل فيه مشبّها، وهو قلب لِمَا هو الأصل في التشبيه من كمال المشبّه به عن المشبّه في وجه الشبه.