وَلَئِنْ نَطَقْتُ بِشُكْرِ بِرِّكَ مُفْصِحاً |
| فَلِسَانُ حَالِيْ بِالشِكَايَةِ أَنْطَقُ |
ونحو: ½أذقته لباس الموت¼، أي: ألبسته إياه.
يقدر التشبيه أوّلاً بين التعلّق الذي للمهدي بالهدى، وبين مطلق الاستعلاء الذي هو متعلّق معنى كلمة ½على¼؛ لأنّ المراد بمتعلّقات معاني الحروف على ما قالوا: هو ما يعبّر عنها عند تفسير معانيها، مثل قولنا: ½من¼ معناها ابتداء الغاية، و½في¼ معناها الظرفيّة، فيجعل ذلك التعلّق الذي بين المهدي والهدى مشبّهاً، والاستعلاء الذي هو متعلّق معنى كلمة ½على¼ مشبّهاً به، ووجه الشبه بينهما: ما لابس كلاّ منهما من التمكّن والتسلّط، ويتّبع هذا التشبيه تشبيه بين الجزئيين منهما، ثُمّ يستعار كلمة ½على¼ الموضوعة للجزئيّ المخصوص من الاستعلاء لتعلّق الخاص الجزئيّ من مطلق التعلّق بين المهدي والهدى، فيكون الاستعارة في الاستعلاء الكليّ الذي هو متعلّق معنى ½على¼ أصليّة وفي الاستعلاء الجزئيّ الذي هو معنى ½على¼ تبعيّة، وهذا هو التفصيل لما في الحاشية من قوله: ½ويقال في إجرائها شبه مطلق ارتباط... إلخ¼، و في نحو قوله: وَلَئِنْ نَطَقْتُ بِشُكْرِ بِرِّكَ أي: بشكر إحسانك وعطفك حال كوني مُفْصِحاً فَلِسَانُ حَالِيْ بِالشِكَايَةِ أَنْطَقُ أي: أوّل يقدر التشبيه، ولا للدلالة بالنطق بأن يجعل; لدلالة حال إنسان على شيء مشبّهاً، ونطق الناطق مشبّهاً به، ووجه الشبه بينهما اتّضاح المدلول، والمعنى للذهن بكلّ منهما ثُمّ يعتبر استعارة لفظ النطق; للدلالة ثُمّ يشتقّ من النطق المستعار الصفة المشتقّة، أي: أنطق فتكون الاستعارة في المصدر أصليّة، وفي الصفة المشتقّة تبعيّة و في نحو: ½أذقته لباس الموت¼، أي: ألبسته إياه يعتبر التشبيه أوّلاً بين مصدر الفعل الأوّل، وهو الإذاقة، وبين مصدر الفعل الثاني، أي: الإلباس، بأن يجعل الإذاقة مشبّهاً بالإلباس، ثُمّ يستعار لفظ المشبّه به، أي: الإلباس، للمشبّه، أي: ï