فقد استعار اللؤلؤ والنرجس والورد والعنّاب والبرَد للدُموع والعُيون والْخُدود والأنامل والأسنان.
وإلى مكنيّة: وهي ما حُذف فيها المشبّه به، ورُمز إليه بشيء من لوازمِه، كقوله تعالى: ﴿ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ ﴾ [بني إسرائيل: ٢٤]. فقد استعار الطائر للذلّ ثُمّ حذَفه ودلّ عليه بشيء من لوازمه وهو الجناح، وإثبات الجناح للذلّ يسمّونه ½استعارة تخييليّة¼.
فقد استعار اللؤلؤ والنرجس والورد والعنّاب والبرَد المشبّه بها للمشبّهات الغير المذكورة أعني استعار للدُّموع اللؤلؤ والعيون النرجس والخدود الورد والأنامل العنّاب والأسنان البرد، فقد صرّح هاهنا بلفظ المشبّه به، وأريد به المشبّه بادّعاء أنّه نفس المشبّه به وإلى مكنيّة: وهي ما شبّه فيها شيء بشيء ثُمّ ذكر المشبّه وحذف فيها المشبّه به ولم يصرح بذكره ولكن رمز إليه بشيء من لوازمه الذي أثبت للمشبّه لينتقل منه إلى ما هو المقصود من الاستعارة، وهو ادّعاء دخول المشبّه في جنس المشبّه به حيث لابسه ما لابس المشبّه به، كقوله تعالى: ﴿ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ ﴾ فقد شبّه فيه الذلّ بالطائر، ثُمّ استعار الطائر المشبّه به للذلّ المشبه ثُم حذفه ولم يصرح بذكره ودلّ عليه بشيء من لوازمه وهو الجناح وأثبت هذا اللازم للذلّ; ليدلّ على ادّعاء أنّه من جنس الطائر و; لذلك إثبات ذلك اللازم له أي: إثبات الجناح للذلّ يسمّونه ½استعارة تخييليّة¼; فإنّه يخيّل السامع أنّ المشبّه من جنس المشبّه به، قال في الحاشية: ½ويقال في إجرائها... إلخ¼ وتقريره واضح غني عن الشرح والبيان ï