ومثل هذا يسمّى ½نسخاً وانتحالاً¼، ومن قبيله أن تبدّل الألفاظ بِما يُرادِفها، كأنْ يقال في قول الْحُطَيْئَة:
دَعِ الْمَكَارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا |
| وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَاعِمُ الْكَاسِيْ |
يعقل أي: وجدته هاجرا لك ورافضاً صحبتك إن كان له عقل ويركب ذلك الأخ الذي لم تنصفه حدّ السيف أي: طرفة القاطع يعني: يتحمل شدائد توثر فيه تأثير السيوف وتقطعه تقطيعها من أن تضيمه أي: بدلا من أن تظلمه إذا لم يكن عن شفرة السيف أي: عن ركوب حدّ السيف وتحمل الشدائد مزحل، بفتح الميم والحاء المهملة بينهما زاي معجمة أي: مبعد بمعنى: البعد والانفصال، فهذان بيتان من قصيدة معن بن أوس المذكور، قد سرقهما عبد الله الزبير كما حكى إنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية رضي الله تعالى عنه فانشده هذين البيتين فقال له المعاوية: لقد شعرت بضم العين أي: صرت شاعرا بعدي أي: بعد ملاقاتي الأولى يا أبابكر كنية له ثم إنّ عبد الله بن الزبير المذكور لم يفارق المجلس حتى دخل معن بن أوس على معاوية فانشد بين يديه قصيدته التي فيها هذان البيتان، فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تجزني إنهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى لي وبعد هذا فهو أخي من الرضاعة وأنا أحق بشعره ومثل هذا الأخذ والسرقة يسمّى نسخا وانتحالا; لأنّه نقل كلام الغير وإدّعاه لنفسه والنسخ النقل; يقال: نسخت الكتاب أي: نقلت ما فيه إلى كتاب آخر والانتحال: أن تدعي أن ما لغيرك لك يقال: انتحل فلان شعر غيره إذا إدعاه لنفسه وهذا النوع من السرقة سرقة ظاهرة مذمومة جداً ومن قبيله في كونه سرقة ظاهرة مذمومة أن تبدل الألفاظ بها يرادفها وذلك; لأنّ المرادف ينـزل منـزلة رديفه، فلازم أحدهما من القبح لازم للأخر كان يقال في قول الحطيئة: ï