عنوان الكتاب: دروس البلاغة

لَقَدْ ضَاعَ شِعْرِيْ عَلَى بَابِكُمْ
.

 

كَمَا ضَاعَ عِقْدٌ عَلَى خَالِصَةَ
[[

فلمّا أنكر عليه الرشيد ذلك قال: ½لَمْ أقل إلاّ¼:

لَقَدْ ضَاءَ شِعْرِيْ عَلَى بَابِكُمْ
.

 

كَمَا ضَاءَ عِقْدٌ عَلَى خَالِصَه
[[

٩ ايتلاف اللفظ مع اللفظ هوكون ألفاظ العبارة من وادٍ واحد في الغرابة والتأهُّل، كقوله تعالى: ﴿تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ ﴾ [يوسف: ٨٥]، لَمّا أتى بالتاء الّتي هي أغرب حروف القسم، أتى بـ½تفتأ¼ الّتي هي أغرب أفعال الاستمرار.

لقد ضاع شعري على بابكم  كما ضاع عقد على خالصه، فلما أنكر عليه الرشيد ذلك قال أبونواس: لم أقل إلا: لقد ضاء شعري  على بابكم كما ضاء عقد على خالصه فغير المعنى بهذا التحريف وسلم من المؤاخذة به.

٩ ائتلاف اللفظ مع اللفظ هو كون ألفاظ العبارة التي يعبّر بها عن معنى ما مؤتلفة متناسبة بحيث تكون من واد واحد في الغرابة والتأهّل، كقوله تعالى: ﴿ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ بحذف كلمة النفي أي: تالله لاتفتأ; ولذا صار من أفعال الاستمرار بمعنى لاتزال، فإنّه تعالى لَمّا أتي من حروف القسم بالتاء  التي هي أغرب حروف القسم أتى معها من أفعال الاستمرار بتفتأ التي هي أغرب أفعال الاستمرار فحصل بينهما ائتلاف; لكونهما من واد واحد في الغرابة.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239