عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٢ الاقتباس: هو أن يضمن الكلام شيئاً من القرآن أو الحديث لا على أنّه منه، كقوله:

لاَ تَكُنْ ظَالِماً وَلاَ تَرْضَ بِالظُلْمِ
يَوْمَ يَأْتِي الْحِسَابُ بِالظُلُوْمِ
.

 

وَأَنْكِرْ بِكُلَّ مَا يُسْتَطَاعُ
مَا مِنْ حَمِيْمٍ وَلاَ شَفِيْعٍ يُطَاعُ
[[

وقوله:

لاَ تُعَادِ النَاسَ فِيْ أَوْطَانِهِمْ
وَإِذَا مَا شِئْتَ عَيْشاً بَيْنَهُمْ
.

 

قَلَّمَا يُرْعَى غَرِيْبُ الوَطَنِ
خَالِقِ النَاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ
[[

 

كشط عن المعنى جلداً والبسه جلداً آخر; فإنّ اللفظ للمعنى بمنـزلة الجلد واللباس.

الاقتباس: هو أن يضمن الكلام نظما كان أو نثرا شيئا من القرآن أو الحديث أي: أن يؤتى بشيء من لفظ القرآن أو من لفظ الحديث في ضمن الكلام بشرط أن يكون الماتي به على أنّه من كلام المضمن لا على أنّه منه أي: لا على وجه يكون فيه إشعار بأنّه من القرآن أو الحديث كأن يقال في إثناء الكلام قال الله تعالى كذا أو قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كذا، فإنّه لكونه سهل التناول ليس مما يستحسن ويلحق بالبديع كقوله: لا تكن ظالما ولا ترض بالظلم وأنكر بكل ما يستطاع يوم يأتي الحساب بالظلوم ما من حميم ولاشفيع يطاع فقد اقتبسه من قوله تعالى: ﴿وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع; فإنّه أتي به لا على أنّه من القرآن، فهذا مثال للاقتباس من القرآن وقوله: لا تعاد الناس في أوطانهم قَلَّمَا يرعى غريب الوطن وإذا ما شئت عيشا بينهم خالق الناس بخلق حسن فقوله: خالق الناس بخلق حسن من حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أتي به لا على أنّه من الحديث: فهو مثال للاقتباس من الحديث ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239