عنوان الكتاب: دروس البلاغة

هُوَ ابْنُ جَلاَ وَطَلاَّعُ الثَنَايَا     مَتَى يَضَعُ العِمَامَةَ تَعْرِفُوْهُ

٤ العقد والْحَلّ الأوّل: نظم المنثور، والثاني: نثر المنظوم، فالأوّل: نحو:

وغضوا من الشيخ الرشيد وأنكروه هو ابن جلا وطلاع الثنايا. متى يضع العمامة تعرفوه. فالبيت الثاني للسحيم بن وثيل وهو في الأصل هكذا. أنا ابن جلا وطلاع الثنايا. متى أضع العمامة تعرفوني. ومراده: الافتخار وإنّه ابن رجل جلا أمره واتّضح وإنّه أمتى يضع العمامة للحرب وتوجد له يعرف قدرة في الحرب; فإنّ المراد بالعمامة: ملبوس الحرب فضمه الشاعر بتغييره إلى الغيبة; ليناسب مقصوده وينتظم به وهو كون من نسب إليه ما ذكر على وجه التهكّم متحدّثاً عنه متحدثا عن نفسه كما في الأصل. وعلى هذا فمعنى البيتين هكذا أقول: للمعشر أي: لجماعة من اليهود غلطوا في حقّ ذلك اليهودي حيث ذكروه على وجه التلميح بما يناسب ما كان يفتخر به عليهم وإلاّ فهم لم يغلطوا في تبعيده وإنكاره وغضوا أبصارهم عند رؤيته احتقارا به من الشيخ الرشيد أي: من ذلك اليهودي ومراده بالرشيد اللغوي على وجه التهكّم وأنكروه أي: ذلك اليهودي هو ابن جلا أي: هو ابن شعر وصاحبه جلا الرأس منه انكشف وأنّه طلاع الثنايا أي: ركاب صعاب الأمور والمراد بها هاهنا: مشاق داء الثعلب ومشاق الذلّ والهوان متى يضع عن رأسه العمامة تعرفوه أي: تعرفوا دائه وعيبه ٤العقد والحل هما شيئان متقابلان جمعهما في فصل واحد فقال الأوّل أي: العقد نظم المنثور سواء كان ذلك النثر قرآنا وحديثا وغير ذلك بأن كان مَثلاً وحكمته من الحكم المشهورة والثاني أي: الحل عكس العقد أي: نثر المنظوم وإنما سمي نظم المنثور عقدا ونثر المنظوم حلا; لانّ الكلام في الأوّل كان نثراً محلولاً فصار نظماً معقوداً و في الثاني كان نظماً معقوداً فصار نثراً محلولاً فالأوّل أي العقد ونظم المنثور نحو ï


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239