عنوان الكتاب: دروس البلاغة

كقوله:

لَعَمْرٌو مَعَ الرَمْضَاءِ وَالنَارُ تَلْتَظَى
.

 

أَرَقُّ وَأَحْفَى مِنْكَ فِي سَاعَةِ الكَرَبِ
[[

أشار إلى البيت المشهور، وهو:

اَلْمُسْتَجِيْرُ بِعَمْرٍو عِنْدَ كُرْبَتِهِ
.

 

كَالْمُسْتَجِيْرِ مِنَ الرَمْضَاءِ بِالنَارِ
[[

٦ حسن الابتداء: هو أن يجعل المتكلّم مبدء كلامه عذْب اللفظ، حُسْن السبك، صحيحَ المعنى، فإذا اشتمل على إشارة لطيفة إلى المقصود، سُمّي ½براعةَ الاستهلال¼، كقوله في تهنية

كقوله لعمرو اللام فيه لام الابتداء وهو مبتدأ خبره ½إرق¼ وقوله: مع الرمضاء أي: مع الأرض الحارة التي ترمض فيها القدم وتحرق حال من الضمير في إرق إذا جوز تقديم معمول اسم التفضيل عليه وإلا فهو صفة لعمرو أي: لعمرو المصاحب لذكر الرمضاء والنار حال كونها تلتظى وتتوقّد إرق من الرقّة التي هي الرحمة وأحفي منك من حفي عليه تلطف وتشفق عليه في ساعة الكرب والغمّ الذي يأخذ النفس وحاصل المعنى: لعمرو الذي ذكر معه الرمضاء والنار في البيت المشهور الآتي وهو عمرو القاتل لكليب إرق وأحفى منك يا مخاطب في ساعة الكرب، فهذا بيت أشار فيه إلى البيت المشهور وهو المستجيز لعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار. ٦حسن الابتلاء: هو أن يجعل المتكلم شاعراً كان أو كاتباً مبدء كلامه عذب اللفظ بأن يكون في غاية البعد عن التنافر واستثقال الطبع حسن السبك بأن يصاغ صياغة تكون في غاية البعد عن التعقيد وعن كل ما يخلّ بالفصاحة صحيح المعنى بأن يسلم من التناقض والامتناع ومخالفة العرف ونحو ذلك، فإذا اشتمل مبدء الكلام مع ذلك على إشارة لطيفة إلى المقصود مشعرة به في الجملة سمّي المبدء بهذا الاشتمال براعة الاستهلا ل، الاستهلال في الأصل: أول ظهور الهلال ثم استعمل الأوّل كل شيء والبراعة: مصدر برع  ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239