اَلْمَجْدُ عُوْفِيَ إِذْ عُوْفِيْتَ وَالْكَرَمُ |
| وَزَالَ عَنْكَ إِلَى أَعْدَائِك السُقَمُ |
وكقول الآخر في التهنية ببناء قصر:
قَصْرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّةٌ وَسَلاَمٌ |
| خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الأَيَّامُ[ |
٧ حسن التخلص: هو الانتقال مِمَّا افتتح به الكلام إلى المقصود مع رعاية المناسَبة بينهما، كقوله:
دَعَتِ النَوَى بِفِرَاقِهِمْ فَتَشَتَّتُوا |
| وَقَضَى الزَمَانُ بَيْنَهُمْ فَتَبَدَّدُوْا |
الرجل إذا فاق أقرانه في العلم وغيره، فتسمية المبدء المشتمل على الإشارة اللطيفة إلى المقصود ببراعة الاستهلال; لكونه ابتداء فائقاً غيره من الابتداءات التي ليست كذلك كقوله في تهنية بزوال مرض: المجد والشرف: عوفي إذ عوفيت أيها الممدوح وعوفي الكرم وزال خبر ليس بدعاء; لأنّه خاطبه بعد زوال مرضه عنك إلى أعدائك السقم والمرض و هو مطلع قصيدة لأبي الطيب يهنئ لسيف الدولة بحصول العافية عن المرض وهو مشتمل على الإشارة بالتهنية والبشارة بالعافية التي هي المقصودة من القصيدة فكان من براعة الاستهلال وكقول الآخر في التهنية ببناء قصر: عليه تحيّة وسلام خلعت عليه جمالها الأيّام أي: نزعت الأيّام جمالها وطرحته على ذلك القصر فضمن خلع معنى طرح، ولذا عدّاه وبعلى وكونه من البراعة وإشعاره بالتهنية بالبناء غير خفي. ٧ حسن التخلص: هو الانتقال مما افتتح به الكلام من الافتخار أوالشكاية أو الهجو أو المدح أو نحو ذلك إلى المقصود مما افتحا بالكلام مع رعاية المناسبة بينهما أي بين المنتقل منهم وهو ما افتتح بالكلام والمنتقل إليه وهو المقصود كقوله: دعت نوى بفراقهم فتشتتوا وقضى ï