عنوان الكتاب: دروس البلاغة

بَقِيْتَ بَقَاءَ الدَهْرِ يَا كَهْفَ أَهْلِهِ
.

 

وَهَذَا دُعَاءٌ لِلْبَرِيَّةِ شَامِلُ
[[

 

بقيت بقاء الدهر ياكهف أهله. الكهف في الأصل: الغار في جبل يؤدى ويلجاء إليه، ثمّ استعمل في الملجأ مطلقاً كما هاهنا وهذا دعاء للبرية شامل ووجه ذلك الشمول أنّه جعل بقاءه سبباً للنظام البرية وصلاح حالهم برفع الخلاف فيما بينهم ودفع ظلم بعضهم بعضاً وتمكّن كل واحد ببلوغ مصالحه فكان الدعاء ببقاءه ودعاء بنفع كل البرية فكان شاملاً لجميعهم فآخر هذا البيت; لكونه مشتملا على الدعاء يشعر بانتهاء الكلام لما تعورف من الإتيان بالدعاء في الانتهاء، فإذا سمع سامع ذلك لم ينتظر بشيء وراءه وعلى هذا فيمكن أن يكون في إتيان هذا البيت بآخر الكتاب إشارة إلى أنّ هذا الكتاب قد ختم فلا يتشوف الطالب بشيء وراءه وإلى أن مؤلّفه كان يدعو له بأنّه يبقى بين أهله وهو أهل العلم بقاء الدهر; لأنّ بقاءه; لكونه متضمّناً لزبد جميع ما صنّف في هذا الفنّ نفع لجميع البرايا نفعنا الله به وبسائر ما علمنا وختم لنا ولجميع المؤمنين بالحسنى. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ السموات وربّ الأرض ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

تــــــمّــــــت


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239