مجرّداً عن التأكيد، نحو: ½أخوك قادم¼، وإن كان متردّداً فيه، طالباً لمعرفته حسن توكيده، نحو: ½إنّ أخاك قادم¼، وإن كان منكِراً وجب توكيده بمؤكِّد أو مؤكِّدين أو أكثرَ حسبَ درجة الإنكار،
مجرّداً عن التأكيد أي: تأكيدِ الحكم، وإن كان يجوز هاهنا التأكيد اللفظيّ والمعنويّ في أحد الطرفَين نحو: ½أخوك قادم¼ إذا ألقيته إلى من لا يعلم الحكم، فإنّه لو أورد تأكيد الحكم هاهنا وقيل: ½إنّ أخاك قادم¼، لكان لغواً؛ لحصول الغرض -وهو قبول معنى الخبر- بلا مؤكّد؛ لأن المحلّ الخالِيَ يتمكّن فيه كلّ نقش يرد عليه، وإن كان يصحّ أن يقال في ذلك المثال: ½أخوك أخوك قادم¼، أو ½أخوك نفسه قادم¼ وإن كان متردّداً فيه، طالباً لمعرفته وهذا ليس احترازاً عن شيء بل هو لازم للتردّد بحسب الطبع والعادة، فإنّ الجاري طبعاً أنّ الإنسان إذا تردّد في شيء صار متشوّقاً إليه، وطالباً للاطّلاع على شأنه، وإلاّ كان منسياً غير متردّد فيه حسن توكيده أي: حسن في باب البلاغة تقويته بمؤكّد واحد؛ ليزيل ذلك المؤكّدُ التردّدَ، ويتمكّن الحكم، فلو زاد على مؤكّد واحد أو لَم يؤكّد أصلاً لَم يستحسن نحو: ½إنّ أخاك قادم¼ بالتأكيد بـ½إنّ¼ إذا ألقيته إلى من يتردّد فيه وإن كان منكِراً وجب توكيده بمؤكِّد أو مؤكِّدين أو أكثرَ حسبَ درجة الإنكار أي: قوّة وضعفاً؛ فإن كان الإنكار في الجملة كَفَى فيه التأكيد بمؤكّد واحد، وإن بولغ في الإنكار بولغ في التأكيد بمؤكّدَين أو أكثرَ بحيث يقاومه في إزالته، هذا على طبق ما قال المصنّف، وعلى هذا فالفرق بين المؤكّد الواحد في صورة الإنكار وبينه في صورة التردّد بالوجوب والاستحسان، وقيل: إنّه يزاد توكيد الخبر الذي خوطب به المنكر على توكيد الطلبيّ بحسب قوّة إنكاره، فعلى هذا لا