عنوان الكتاب: دروس البلاغة

رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ﴾ [آل عمران : ٣٦].

٤ وإظهارِ الفرح بمقبِل والشماتة بمدبِر في قولك: ﴿ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ ﴾ [بني إسرائيل: ٨١].

٥ وإظهارِ السرور في قولك: ½أخذتُ جائزة التقدّم¼ لِمَن يعلم ذلك.

٦ والتوبيخِ في قولك للعاثر: ½الشمس طالعة¼.

أضرب الخبر: حيث كان قصد المخبر بخبره إفادةَ المخاطَب، ينبغي أن يقتصر من الكلام على قدر الحاجة؛ حذراً من اللغو، فإن كان المخاطب خالِيَ الذهن من الحكم ألقي إليه الخبر

٤ وإظهار الفرح بمقبِل والشماتة بمدبِر في قولك: ﴿ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ أي: ذهب وهلك من قولهم: ½زهقت نفسه¼ إذا خرجت، والحقّ: الإسلام، والباطل: الشرك، فالمقصود منه إظهار الفرح بإقبال الإسلام، وإظهار الشماتة بإدبار الشرك ٥ وإظهار السرور في قولك: ½أخذتُ جائزة التقدّم¼ لِمَن يعلم ذلك؛ فإنّه لا يكون حينئذ للإفادة بل لمجرّد إظهار السرور، والجائزة؛ الصلة والعطاء ٦ والتوبيخ في قولك للعاثر: ½الشمس طالعة¼ فإنّ كون الشمس طالعة مِمَّا يعلمه كلّ أحد فلا يكون المراد به الإفادة بل الغرض التوبيخ على عثرته وزلّته أضرب الخبر: حيث كان قصد المخبر بخبره إفادةَ المخاطَب إحدى الفائدتَين ينبغي أن يقتصر من الكلام على قدر الحاجة أي: على مقدار حاجة المخْبِرفي إفادة أحد الأمرَين، أو حاجة المخاطب في استفادتهما، فلا يزيد ولا ينقص عن مقدارها حذراً من اللغو فإنّه مخلّ بالبلاغة؛ أمّا على تقدير الزيادة، فلزوم اللغو في الكلام ظاهر، وأمّا على تقدير النقصان، فلأنّه لَم يحصل الغرض حينئذ وأخّل بالمقصود، فيكون الكلام لغواً غير مفيد فإن كان المخاطب خالِيَ الذهن من الحكم ألقي إليه الخبر


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239