١ كالاسترحام في قول موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ﴾ [القصص: ٢٤].
٢ وإظهارِ الضعف في قول زكريّا عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي ﴾ [مريم : ٤].
٣ وإظهارِ التحسّر في قول امرأة عمران: ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ
في الواقع؛ لظهور أنّه لا يلزم من تحقّق الحكمِ الخبرُ فضلاً عن كون مخبره عالماً بالحكم بل باعتبار استفادتهما من الخبر، فعلى هذا جَعْلُ الحكمِ نفسِه فائدةَ الخبر ونفسِ كونِ المتكلّم عالماً به لازمَها لاستفادتهما كما جعل المصنّف إنّما هو بالنظر إلى أنّ ما يستفاد من الشيء أحقّ بأن يسمّى فائدة من نفس الاستفادة وقد يلقى الخبر على خلاف الأصل، وبطريق المجاز لأغراض أخرى غير إفادته إحدى الفائدتَين ١ كالاسترحام في قوله تعالى حكاية عن قول موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ﴾؛ فإنّه لا يمكن حمل هذا القول على الإفادة؛ لأنّه خطاب لِمَن ﴿ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ﴾ [الأعلى: ٧]، فكيف يراد به إفادة الحكم أو لازمه، بل إنّما سيق لأجل طلب الرحم والعطف، وإنّما عدّي ½فقير¼ باللام؛ لأنّه ضمن معنى سائل وطالب ٢ وإظهار الضعف في قول زكريّا عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي ﴾؛ فإنّه أيضاً ليس للإفادة، بل للتخضّع وإظهار الضعف، وإنّما خصّ ½العظم¼ بالذكر؛ لأنّه عمود البدن وبه قوامه، فإذا وهن تداعى وتساقطت قوّته ٣ وإظهار التحسّر في قول امرأة عمران: ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ﴾ فمرادها بهذا القول إظهار التحسّر والتحزّن على ما فات من رَجائها، وهو كون الذكر في بطنها