عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الواثقون﴿ لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ ﴾ [الصافات:٦١].فأفضل العمل تنفيس الكرب.

وفي الحديث دليل على استحباب ستر المسلم إذا اطلع عليه أنّه عمل فاحشة قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ  يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ﴾ [النور:١٩]. والمستحبّ للإنسان إذا اقترف ذنباً أن يستر على نفسه، وأمّا شهود الزنا، فاختلف فيهم على وجهين:

أحدهما: يستحبّ لهم الستر، والثاني: الشهادة.

وفصّل بعضهم فقال: إن رأوا مصلحة في الشهادة شهدوا، أو في الستر ستروا.

وفي الحديث دليل على استحباب المشي في طلب العلم، ويروى أنّ الله سبحانه وتعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام: أن خذ عصا من حديد ونعلين من حديد وامش في طلب العلم حتّى يتخرّق النعلان وتتكسّر العصا.

وفيه دليل على خدمة العلماء، وملازمتهم، والسفر معهم، واكتساب العلم منهم، قال الله تعالى حاكياً عن موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا ﴾ [الكهف:٦٦].

واعلم أنّ هذا الحديث له شرائط، منها: العمل بما يعلمه، وقال أنس رضي الله عنه: العلماء همّتهم الرعاية، والسفهاء همّتهم الرواية.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151