عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

(الأولى)[1]: هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ففرّوا منه إلى النجّاشيّ، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين، قاله البيهقيّ.

(الثانية): الهجرة من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة، وكان يجب على كلّ مسلم بِمَكَّة أن يهاجر إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة، وأطلق جماعة أنَّ الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة، وهذا ليس على إطلاقه فإنَّه لا خصوصيّة للمدينة، وإنَّما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال ابن العربي: قسّم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً، فالأول ينقسم إلى ستّة أقسام:

الأول: الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة، والتي انقطعت بالفتح في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا هجرة بعد الفتح))[2]. هي القصد إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حيث كان.

الثاني: الخروج من أرض البدعة، قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: لا يحلّ لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُّ فيها السلف.

الثالث: الخروج من أرض يغلب عليها الحرام، فإنَّ طلب الحلال فريضة على كل مسلم.


 



[1]       هكذا في الأصل والصواب: الأوّل؛ لأنّه صفة الأمر.

[2]       "صحيح مسلم"، كتاب الإمارة، باب المبايعة بعد الفتح مكة على الإسلام والجهاد...إلخ، ر:١٨٦٤ صـ١٠٣٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151