عنوان الكتاب: فيروس كورونا

النَّاسُ كلُّهم، وأراقُوا الخمورَ، وكسروا المعازفَ، وتصدَّقُوا بمعظم أموالهم[1].

ووقع طاعون في سنة ٨٣٣هـ بإقليم البحيرة والغربيّة، بغزّة والقدس وصفد ودمشق، بحيث إنّه أُحْصِيَ مَن مات من أهل المحلّة زيادة على خمسة آلاف إنسان، ونودِيَ بالقاهرة بصيام ثلاثة أيّام، وأن يتوبُوا إلى الله تعالى مِن معاصيهم، وأن يخرُجوا من المظالم، وخرج قاضي القضاة عَلَمُ الدِّين صالح البلقينيّ في جمع موفورٍ إلى الصّحراء خارجَ القاهرة، ووعظ النَّاسَ، فكثر ضجيجُ النّاس وبكاؤُهم في دعائهم وتضرّعهم[2].

واليوم يعيشُ العالمُ كلُّه في وضع صعب لأجل فَيْروس كورونا، فتعطَّلت النَّشاطاتُ الاقتصاديةُ في دولٍ كثيرةٍ بسبب الحجر الصحي على المسلمين وعلى غير المسلمين، وباتت المدنُ الكبيرةُ شبهَ مَهجورة، والشَّوارع خاليةٌ عن السيارات، فهم مُضطرون إلى البقاء في المنازل طَوال اليوم، وفي مثل هذه الحال يجب أن نغتنم الوقتَ ونستخدمه فيما أمرنا الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم ، نحافظُ على الصَّلواتِ الخمسِ في أوقاتها، ونقوم بالأعمال الخيرية بدلًا من ضياع الوقت في تصفُّح وسائل التَّواصل الاجتماعي والتعليق على أمور تافهةٍ أو عقد المجالس في زاوية الأزقة والحارات، فهذه مسؤوليةٌ إسلاميةٌ واجتماعيةٌ تقع على عاتق الجميع.


 

 



[1] شذرات الذهب في أخبار من ذهب، سنة تسع وأربعين وأربعمائة، ٥/٢٠٨، ملتقطا.

[2] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ما وقع من الحوادث سنة ٨٣٣، ١٤/١٧١، بتصرفٍ قليلٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

94